نجحت الفرق الأمنية بالمهدية، فجر اليوم السبت، في إيقاف 9 أشخاص كانوا يستعدون للإبحار خلسة نحو الضفة الشمالية للمتوسط انطلاقا من شواطئ مدينة سلقطة من ولاية المهدية، وفق ما أفاد به والي الجهة، محمد بودن، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء.
وأوضح الوالي، الذي يترأس خلية أزمة أحدثت لمتابعة حادثة فقدان 9 مهاجرين آخرين، أن أعوان الشرطة والحرس تمكنوا من إلقاء القبض على الوسيط الذي نسق بين المهاجرين ومنظمي الرحلة.
وكشف أنه تم التعرف على منظمين اثنين لهذه الرحلة اصيلي المهدية، ويجري التفتيش عنهما لايقافهما، بينما تم حجز مركب صيد صغير كان من المزمع استعماله في هذا الرحلة.
وقال المتحدث انه « تم تفادي كارثة جديدة بإيقاف هؤلاء المهاجرين، القادمين من مناطق تونسية مختلفة، خاصة وأن المركب لا يقوى على حملهم جميعا مع ما يمكن أن يحدث من تقلبات جوية في أي وقت »، وفق تأكيده.
هذا وتعيش ولاية المهدية على وقع فقدان 9 من شبابها (3 فتيات و6 شبان)، منذ ما يزيد عن أسبوع بعد مغادرتهم في رحلة هجرة سرية نحو السواحل الايطالية.
وفي هذا الإطار، تمكنت وحدات من الحرس البحري والجيش الوطني من انتشال جثث لـ 4 من بين هؤلاء المفقودين تعود إلى شاب و3 فتيات، ولاتزال 9 خافرات ومروحية عسكرية تعمل في تمشيط السواحل بين ولايتي المهدية وصفاقس للعثور على بقية المفقودين دون أن يفارق أهالي الجهة الأمل في العثور عليهم احياء.
كما تم تركيز وحدة ازمة لمتابعة هذه الحادثة وتنسيق الجهود مع تنظيم لقاءات مستمرة مع أهالي المفقودين للتبليغ عن المعطيات التي قد تساعد على ايجادهم.
وكان مصدر من الحرس البحري بالمهدية قد أكد، في وقت سابق، ان معدلات رحلات الموت التي يتم احباطها بالجهة تعادل رحلة كل أسبوع.
وتعرف ظاهرة الهجرة غير الشرعية انطلاقا من شواطئ المهدية، في السنوات الأخيرة، تطورا في عددها ونمطها إذ باتت تشمل النساء والاطفال من مختلف الأعمار.