فقدت الساحة الفنية التونسية الفنان التشكيلي علي عيسى الذي وافته المنية بمنزله بباردو (تونس العاصمة) عن سن تناهز الـ83، وقد تم التفطن لوفاة الفنان التشكيلي من قبل جيرانه بعد أيام منذ مفارقته الحياة في بيته الذي اتخذه أيضا ورشة لتصميم أعماله الفنية ونسج إبداعاته التشكيلية، وفق ما بينه صديقه المقرب الرسام سامي بن عامر في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للانباء (وات).
وأفاد بن عامر في التصريح ذاته، أن الفقيد اختار حياة العزلة والعيش في عالمه الخاص الذي وصفه بالـ »المحراب » الذي جمع فيه مكونات ذاكرته الفنية وشواهد على عبوره في رحلاته خارج الوطن وداخل ربوعه لينسج متحفا خاصا بقطع فنية تحمل كل منها حكاية فنان أفنى حياته بين الألوان والفرشاة والأشياء، عاش عبر الأزمنة والأمكنة بغموض وكان كثير الإبداع وقليل الكلام » ليترجل وحيدا دون عائلة او رفاق، حسب قوله.
وقد نعت وزارة الشؤون الثقافية فقيد الساحة الفنية التونسي الذي ولد في 30 مارس من سنة 1938 ببنزرت حيث زاول تعليمه الثانوي قبل أن ينتقل للدراسة الجامعية بتونس في رحاب مدرسة الفنون الجميلة بتونس العاصمة في بداية الخمسينات من القرن الماضي.
وتلقّى الفنان الراحل أكثر من تكوين أكاديمي بمعاهد وأكاديميات أجنبية على غرار الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة والجامعة الأمريكية ببيروت.
عمل في مجال التدريس في تونس (تحديدا بقرمبالية) ولبنان ، وأنشأ رواقه الفني الخاص Alyssa بباردو.
حصد خلال مسيرته الفنية الطويلة عددا هاما من التتويجات والجوائز المحلية والعالمية من فرنسا وإيطاليا وكندا ، منها الميدالية الذهبية للمهرجان الدولي للرسم بتونس سنة 1992 والميدالية الفخرية عن أكاديمية باريس الشرقية للفنون البصرية والتشكيلية سنة 1986 ، وتتويجا ثانيا عن الأكاديمية الدولية بمارينا الإيطالية .
ويمتلك رصيدا كبيرا وثمينا من الأعمال التشكيلية التي يبلغ عددها حوالي 3000 عمل.
وقد أعد المخرج مروان الطرابلسي فيلما وثائقيا يروي المسيرة الفنية للفقيد بعنوان « الرجل الذي صار متحفا » تم عرضه في فعاليات الدورة الأخيرة لايام قرطاج السينمائية، واكتشف خلاله المشاهدون على وصية مكتوبة بخطّ يده مفادها أنه يهب محرابه ومتحفه ومجمل أعماله التشكيلية والفنية إلى الدولة التونسية.