تشهد عدة وحدات سجنية تابعة للهيئة العامة للسجون والاصلاح ، بداية من السنة القادمة تركيز نوادي قارة للسينما ، بالتنسيق بين الهيئة الادارة العامة للمركز الوطني للسينما والصورة ،حسب تصريح رئيس ادارة التاهيل والتعليم والتكوين والتنشيط بالهيئة العامة المستشار العام طارق الفني لصحفية مكتب وات بمنوبة.
ويندرج هذا البرنامج الذي يتمثل في تنظيم ورشات في الكتابة والسيناريو والاخراج، بتاطير من مخرجين ووجوه سينمائية، في اطار احياء لبادرة كانت انطلقت قبل ثلاث سنوات بالتعاون مع جمعية خاصة واثمرت حوالي 23 شريطا قصيرا من اخراج وسيناريو مودعين بعدد من السجون وفق نفس المصدر.
واضاف خلال اختتتام ايام قرطاج السينمائية بالسجون ومراكز الاصلاح بفضاء سجن برج العامري بمنوبة امس الاربعاء، ان تلك التجربة التي لم تكتمل اضافة الى المسرح وبقية الندوات الثقافية ، كانت نقاط تحوّل وتجارب فاصلة غيّرت حياة عدد من المودعين بالسجون ومراكز الاصلاح، كما كان الوجهة الاكثر اشراقا الى حولت زنزاناتهم الى فضاءات ابداع .
واشار الى ان العروض المبرمجة بخمس سجون بأذونة وسليانة وصفاقس وبرج العامري فضلا عن مركز الإصلاح بسوق الجديد بسيدي بوزيد ، استطاعت في دورتها السادسة التي خصصت لها 12 شريط منها ثمانية اشرطة قصيرة ، ان تشمل 10 الاف مودع داخل فضاءات العرض الخاصة وداخل الزنزانات وعبر الشبكة الداخلية للتلفاز.
كما كشفت ورشات الكتابة السينمائية التي انتظمت لاول مرة بالوحدات المعنية بالعروض السينمائية خلال هذه الدورة لتشريك المساجين في عملية إنتاج الشريط السينمائي وصناعة الفيلم، طاقات سجناء في هذا المجال ،وقدرتهم لاحقا على تنشيط نوادي السينما المبرمجة وعلى مزيد صقل مواهبهم الخفية وتطويرها على يد محترفين .
ويعد تشجيع هذه المبادرات الفنية للسجناء والنهوض بإبداعاتهم أحد ركائز استراتيجة الهيئة لتأهيل السجناء وادماجهم وتشريكهم في انشطة على الخلق والابتكار والإبداع وتحويل نزعات الانحراف داخل اغلبهم ، الى اداة فعل وابداع وفق نفس المصدر.
وكان سجناء برج العامري على موعد امس مع عرض الفيلم الروائي الطويل » فتوى » من إخراج محمود بن محمود وبطولة أحمد الحفيان، غالية بنعلي، سارة حناشي.
بعضهم عادت به الذاكرة للاربعة سنوات الاولى بعد الثورة التي كانوا فيها خارج السجن ،والبعض الاخر اكتشف جانبا خفيا عنه لم يعشه،وذلك عبر طرح سينمائي متجدد لمسألة التطرف والإرهاب و رؤية ادانت بمختلف تقنياتها السينمائية من صورة وصوت واضاءة وموسيقى التعصب الفكري والعقدي، عرّت مفاهيم التطرف والتشدد ، وكشفت بوضوح تهيئ الارضية في بلادنا الى إلى التسامح والجدل الفكري والتعايش والتسامح الديني..
وفي لقاء مباشر ازيحت فيها الحواجز في نهاية العرض واحترم فيها البروتوكول الصحي، تبادل السجناء الاراء والافكار مع الممثل جمال المداني وبقية الحضور عن الشريط، بحضور ممثل المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب امان الله الاسود وطرحوا تساؤلاتهم حول الشريط الذين كان ضوء الحرية وفسحة الامل التي حلقت بهم بعيدا عن جدران الزنزانات القاتمة .
هذا واسدل الستار على التظاهرة، بتكريم مدير سجن برج العامري لممثلي الشريط الحاضرين بهدايا ولوحة رسم جسدت الفيلم وقام برسمها احد المودعين بالسجن.