افتتحت مساء امس الاحد في معلم الرباط التاريخي بالمنستير الدورة الثانية للمهرجان الدولي لفن الحكاية بالمنستير « ذاكرات » التي تتواصل إلى 3 نوفمبر الجاري في أجواء احتفالية وبمشاركة تلاميذ من 36 مؤسسة تربوية بولاية المنستير ومن حكائين من تونس والجزائر والمغرب وفرنسا .
وتميز الافتتاح بتكريم الفنانة القديرة مني نور الدّين والفنّان القدير علاء الدّين أيوب باعتبارهما قيمة ثابتة في مجال المسرح، وبمعزوفات للفنّان باتريك سلامة، وبعروض حكائية تلمذية من المدارس الابتدائية الفاضلين بطبلبة، وأولاد بوسيف بعميرة الفحول بمعتمدية المكنين، والمنارة بالمنارة بمعتمدية بنبلبة، ونادي أطفال الكرنيش بالمنستير بولاية المنستير .
وانطلقت قبل ذلك فعاليات المهرجان في ساحة الفنون بعروض ولوحات موسيقية فولكلورية ثم أمام معلم رباط المنستير مع « سوق الحكايات » حيث انتشرت هنا وهناك حلقات من الجمهور حول حكائين من عدّة دول في مشهد بعث روحا مرحة في الحضور من مختلف الشرائح العمرية ونثر الفرح في النفوس وفي أرجاء المدينة بعد احتجاب التظاهرات الثقافية في الساحات العامة قرابة العامين بسبب جائحة كورونا .
واستمتع التلاميذ امس في « سوق الحكايات » بما قدمه لهم الحكائين المحترفين وبالحلقة في فضاء معلم الرباط التاريخي إذ تلقى ألف تلميذ وتلميذة ضمن برنامج « ذاكرات » التكوين في طرق وتقنيات فن الحكي. واختار كلّ الحكاية التي يريد الاستماع إليها .
و »ما أحوجنا اليوم إلى مثل هذه التظاهرات الثقافية » وفق ما ذكر لوات مدير المهرجان الدولي لفن الحكاية بالمنستير خالد شنان مؤكدا أنّها « أسعدت الكثير إذ بالنسبة إليهم هي حدث جديدة بالرغم من أنّ هذه الساحات الكبرى كانت موجودة سابقا في موروثنا وهي بصدد الاندثار » ومازالت في بعض الأماكن كبلعباس بالجزائر وبمراكش وبساحة عبد الوهاب بوجدة « وما أحوجنا أن نحيي هذه الثقافة الشفوية وأن يتعلم الناس فن الحكاية وأن يتعلموا أن يسمعوا الحكايات « .
وثمن الفنان الحكائي عبد الستار عمامو المهرجان و »سوق الحكايات » باعتبارها تحيي عرض الشارع إذ في السابق كان في المدن دائما فضاء عمومي مخصص للأنشطة الموسيقية والثقافية معتبرا أنّه « لابّد أن يتعود أطفالنا على أنّ الشارع يمكن أن يكون فضاء للفرحة والجمال »
وتضيف الحكائية المغربية آمال المزوري أنّها « تظاهرة ثقافية جدّ متميزة إذ اهتمت بالتراث شفوي اللامادي المحض الذي كاد أن يندثر وهو محبب لدى الكل خصوصا لدي الحكواتي الذي طالما يبحث ويجتهد للحفاظ على التراث عامة « .
ويتوج المهرجان الدولي لفن الحكاية « ذاكرات » العمل الكبير الذي انجز ضمن مشروع « ذاكرات » الممول من برنامج تفنن تونس الإبداعية والذي تعلق بالأساس بتكوين المكونين وتكوين الأطفال فهو روح « ذاكرات » للمحافظة على التراث الشفوي اللامادي وحمايته من الاندثار وفق ما أفادت المديرة الفنية لمشروع « ذاكرات » أحلام أبو أمل .
وتتواصل عروض المهرجان في فضاء روسبينا للمسرح وفي دور الثقافة وفي المركب الثقافي بالمنستير وفي المكتبات حيث برمج زهاء 30 عرضا علاوة على تنظيم غدا الاثنين مائدة مستديرة حول « دور مهرجانات الحكاية في حفظ الذاكرة الشعبية »، وليلة الحكايات1 ويوم 2 نوفمبر 2021 ليلة الحكايات 2 .