تنطلق بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي بالعاصمة من 24 الى 30 مارس الجاري ببادرة من قطب المسرح والفنون الركحية بمسرح الأوبرا، فعاليات الدورة التأسيسية الأولى لأيام مسرح المدينة المتوسطي في نسخة دولية منفتحة على الانتاجات المسرحية بحوض المتوسط.
وتهدف هذه التظاهرة حسب القائمين عليها إلى دعم التوجه الثقافي المتوسطي الذي يظل « خيارا موحدا لبلدان حوض المتوسط، وفرصة لتبادل التجارب والخبرات وتلاقح الأفكار الفنية والإبداعية بين مختلف الفاعلين في المجال المسرحي الجامع لكل الفنون الابداعية ».
وتم خلال لقاء إعلامي انتظم بالمناسبة اليوم الاثنين بمدينة الثقافة، تقديم أبرز ملامح الدورة الاولى للأيام، التي تستضيف وفق مدير البرمجة الشاذلي العرفاوي » إسبانيا وإيطاليا ومصرالى جانب تونس، حيث سيتم عرض مجموعة من الأعمال المسرحية الحديثة والمبتكرة تم انتقاؤها لجودتها من حيث الشكل والمضمون، إلى جانب كونها اعمالا حديثة تلامس في مضامينها إشكاليات الانسان بمحيطه المتوسطي، وقضايا الراهن الاجتماعي والسياسي والاقتصادي السائد. »
وتعد التظاهرة حسب مدير قطب المسرح والفنون الركحية بمسرح الأوبرا سامي النصري « مساحة منفتحة على الأعمال المسرحية المتوسطية، وفضاء للتكوين وتطارح الافكار وتلاقح التجارب، حيث تمثل أفقا مهما لمسرح المتوسط بخياراته وتوجهاته الثقافية الحداثية الفنية والابداعية، وأيضا منصة منفتحة على التجارب المسرحية ببلدان المتوسط على المستويين التجريبي والفني، إلى جانب كونها عنصر جامع وموحد للشعوب ».
ويضيف قوله أن الأيام » تفتح المجال واسعا أمام سوق مسرحية متوسطية غنية بالتجارب، في إطار خلق اليات التواصل والحوار الثقافي والفني الحقيقي بين مختلف بلدان المتوسط مع السعي لعقد شراكات فنية معها ».
ومن أبرز الأعمال المشاركة في الدورة الأولى لأيام مسرح المدينة المتوسطي مسرحيات « جنة هنا » للمخرج المصري محمد صابر، و »قلي ارتري » للمخرجة الايطالية آنا سارلانقا، و »اوركسترا دي مالابارس » للمخرج الاسباني بابلو روبوليارو، إلى جانب الأعمال التونسية « آخر مرة » للمخرجة وفاء الطبوبي، و »روميو وجوليات » كوريغرافيا لوكا بروني، و »في مديح الموت » للمخرج علي اليحياوي ومن إنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بتطاوين، وأيضا « كابوس انشتاين » للمخرج أنور الشعافي.
كما خصصت التظاهرة مساحة للفكر عبر برمجة ندوة علمية بعنوان « المسرح والمتوسط :الغيرية والآخر ناظرا ومنظورا إليه » أو كيفية التفاعل مع الاعمال المسرحية بين ضفتي المتوسط ، وذلك بمشاركة ثلة من النقاد والمسرحيين والاكاديميين من تونس ومصر على غرار محمد مومن، ومحمد المديوني، وأم الزين بن شيخة، وفوزية المزي، ومحمد الهادي الفرجاني، ومحمد الشرقاوي وغيرهم في إطار جلسات نقاش تفاعلية بين الحضور والمتدخلين يديرها عبد الحليم المسعودي .
كما تخصص أيام مسرح المدينة المتوسطي مساحات هامة للتكوين المسرحي عبر برمجة ورشة « الحركة تتكلم » بتأطير من المخرج الاسباني بابلو روبوليارو، وبمشاركة طلبة المعاهد المختصة والهواة من الشباب والمولعين بالفن الرابع .
وتكرم التظاهرة المسرحية وفق جميلة الشيحي المكلفة بالتظاهرات الكبرى بقطب المسرح والفنون الركحية بمسرح الاوبرا بتونس وجوها مسرحية قديرة مثل البشير القهواجي، والمنصف الصايم، وناجية الورغي، وأنور الشعافي، تقديرا لمساهماتهم في إثراء المسرح التونسي فضلا عن توثيق بعض الفعاليات الفكرية والاستعراضية ضمن كتيبات لضمان استمرارية التظاهرات وجعلها في متناول الجمهور.