ينظم مركز الموسيقى العربية والمتوسطية قصر النجمة الزهراء بضاحية سيدي بوسعيد بالعاصمة تظاهرة « صوفيات » وذلك من 12 الى 15 أفريل الجاري، وهي تظاهرة مخصصة للتراث الصوفي التونسي، حيث سيتم تقديم عروض الانشاد الصوفي والعيساوية لفرق من تونس وعدد من الجهات .
وتقدم جمعية سيدي بوسعيد للمالوف والانشاد الصوفي عرض الافتتاح « شغل « ، وهو عرض موسيقي في نمط المجرد وسمّي كذلك لتجرده من الآلات الموسيقية، ويهتم بالتراث الصوفي التونسي المرتبط أساسا بالطريقة العيساوية، حيث نجد مختلف الطبوع التونسية الاصيلة التي تمارس عادة في الزوايا والاضرحة بطريقة تلقائية توارثتها اجيال من مريدي الطرق الصوفية منذ مئات السنين.
أما عرض سهرة 13 افريل فيخصص لعيساوية المرابط ببني خيار، بقيادة الشيخ جلال المرابط، وهي تعد من أعرق الفرق العيساوية بالبلاد التونسية فجذورها ضاربة في عمق التراث الصوفي الشعبي منذ أواخر القرن 17.
وتتألف عيساوية المرابط من 17 عنصرا بين جوقة الموسييقين ومجموعة الراقصين، حيث تختص جوقة الموسيقيين بالغناء والعزف على الآلات الايقاعية، فيما تقدم مجموعة الراقصين مختلف الرقصات الصوفية المصاحبة للإنشاد .
وتخصص السهرة الرمضانية ليوم 14 افريل لعرض « حزب المهدية » لفاضل السقا المنبثق عن الطريقة العيساوية المنسوبة للشيخ محمد بن عيسى بمدينة مكناس المغربية، حيث ينهل « حزب المهدية » من طريقته ويضيف عليها الرقصات والشطحات المناسبة للموازين والايقاعات .
أما سهرة الاختتام لتظاهرة « صوفيات » فيؤمنها بانجمي بعرضه « سينوج »، وهو مشروع موسيقي يغوص في أعماق الموسيقى الشعبية والصوفية في تونس بتصور معاصر وكتابة موسيقية تجمع بين الموسيقى الالكترونية والعزف المباشر على الآلات الإيقاعية التقليدية بمصاحبة غنائية والآتية .
وتأتي تظاهرة « صوفيات » بقصر النجمة الزهراء لتثمين التراث اللامادي للجهات، وتمكين الجمهور من إعادة اكتشافه في إطار الاستراتيجية الفنية لمركز الموسيقى العربية والمتوسطية في المجال.