كان لطلبة كلية الآداب والفنون والانسانيات بمنوبة موعد ظهر الأربعاء، مع الكاتب والشاعر والباحث الجامعي البرازيلي ليوناردو تونوس، في إطلالة على أدب أمريكا اللاتينية، وعلى الكتابة الأدبية البرزايلية، ومضامينها الحاملة لقضايا بتعبيرات ومضامين موغلة في الإنسانية.
وقدم تونوس وهو أستاذ في جامعة السوربون بباريس، تجربته مع قضايا الهجرة، والمهجّرين واللاجئين من خلال كتابه « الكتابة عن الهجرة في البرازيل المعاصر » الذي تعمق في مختلف اشكالاتها بالسرد وطرح الاسئلة التي فرضها الواقع، وعبر بمختلف الاشكال الرافضة للصمت مشاركا تلك الفئات همومهم ومآسيهم. واستعرض الكاتب، خلال هذا اللقاء الأدبي الثقافي، أنطولوجيا، من المهجر إلى الوطن الأم، التي أشرف عليها سنة 2019، وكذلك قراءات في مجموعته الشعرية الأخيرة « يوميات عن البحر المفتوح » التي تتطرق لوضع اللجوء بالعالم المعاصر، إلى جانب قضايا أخرى .
وتطرق في الآن نفسه عبر مقولات من كتاباته ومقاطع شعرية، ولوحات فنية وصور واقعية عن الهجرة واللاجئين والممارسات اللاانسانية، الى صورة المهاجر اليوم في الادب والفنون البرازيلية، وعن كشفها لإرادة الكتاب والادباء والفنانين في فضح ازمة قيم انسانية في العمق. واكد ليوناردو تونوس في تصريح لوات، ان هذا اللقاء مع الطلبة يأتي على هامش زيارته لتونس للمشاركة في لقاء حول » اللغة البرتغالية قيمة انسانية » بمعهد اللغات بتونس، وبدعوة من سفارة البرازيل بحضور باحثين من البرازيل والبرتغال.
وأعرب عن سادته بملاقاة الاساتذة والطلبة بكلية الاداب، وإطلاعهم على عصارة اهتمامه وبحثه منذ سنوات حول الهجرة الى البرازيل التي تعد مرفأ هجرة ولجوء، والتي تشتبه مع تونس في مواجهاتها موجات الهجرة ، وماسي اللاجئين والمهاجرين وقضايا التمييز العنصري اللغوي والمجتمعي . واشار الى أن هذه الزيارة الثانية لتونس بعد مشاركته السنة المنقضية في مهرجان الشعر بسيدي بوسعيد، مضيفا أنها لن تكون الاخيرة بل ستكون حلقة متجددة للقاءات ومبادلات ثقافية قادمة تركز على نقاط الالتقاء بين تونس والبرازيل، وانفتاحا أكبر على الثقافتين، مبينا ارتباط البرازيل بالقارة الإفريقية بعلاقات عميقة وتاريخية.
من جهتها أكدت الأستاذ بقسم الفرنسية بكلية الآداب بمنوبة والباحثة والناقدة هند السوادني لوات، أن هذا اللقاء يندرج في إطار اتفاقية تعاون وتبادل أكاديمي بين جامعة منوبة وجامعة السربون » باريس 3 وباريس 4″ ، ضمن تقليد دأب عليه القسم في إطار الانفتاح على رموز الإبداع والفكر والبحث العلمي، باستضافة أدباء ومفكرين وشعراء الفرنكفونية.
وأضافت أن هذا الباحث الأكاديمي والكاتب والشاعر ليونادرو تونوس عرف بشغفه بمعرفة الآخر، بالبحث عن نقاط التلاقي والاختلاف بين أدب البرازيل وآداب بقية البلدان ومنها تونس، حيث أبدى اهتمامه بتشابه طبيعة الإانسان البرازيلي والتونسي وتلاقي أدب البلدين من خلال الطرح والقضايا، وخاصة منها الإنسانية. وبينت أن مضمون اللقاء، والتركيز على اهتمامه بقضايا الهجرة واللجوء، وعرض ديمغرافيا البرازيل القائمة على تنوع الاصول، تزامن مع ازمة الهجرة غير الشرعية بتونس التي تعدّ بوابة عبور موجات الابحار خلسة الى اوروبا من تونس ومن دول افريقية مجاورة
وأشارت الجامعية هند السوداني في السياق ذاته إلى أن، كلية الآداب بمنوبة ستستضيف أيضا، الأكاديمي والباحث الفرنسي « جون بريفو » أحد كبار علماء اللسانيات والمعاجم الذي أصدر مؤخرا كتاب « أجدادنا العرب…ما تدين به لغتنا لهم » والذي سيحل ببلادنا من 5 الى 9 ديسمبر وستكون له لقاءات في كلية الآداب بمنوبة والقيروان وكلية 9 أفريل والمعهد الفرنسي بتونس. وجدير بالذكر أن ليوناردو تونوس كاتب برازيلي من أصل إيطالي وبرتغالي، ولد في ساو باولو، ثم انتقل إلى العيش في أوروبا عام 1988، حيث عاش في فرنسا لمدة ثلاثين عاما، وهو أستاذ محاضر بجامعة السوربون العريقة بباريس، ويشتغل في مجالات الأدب البرازيلي المعاصر والنظرية الأدبية والأدب المقارن، وقد نشر العديد من المقالات حول الأدب البرازيلي المعاصر.