أعلنت الهيئة المديرة للمهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان بتونس أن الدورة الدورة الثامنة لهذه التظاهرة شتقام من 4 إلى 8 مارس القادم تحت شعار « المرأة، السلام والأمن ».
وكشفت الجمعية الثقافية التونسية للإدماج والتكوين « أكتيف »، الهيكل المنظم للمهرجان منذ سنة 2014، في ندوة صحفية التأمت بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي اليوم الثلاثاء، عن محتوى هذه الدورة التي ستعرض لجمهورها 37 فيلما تمّ انتقاؤها من ضمن 3400 فيلم، بحسب ما أفاد الناقد السينمائي وعضو هيئة المهرجان الناصر السردي.
والأفلام التي اختيرت تمثل 16 بلدا هي تونس والمغرب ولبنان ومصر والعراق وفلسطين وإيران وتركيا وكولومبيا وكوريا وكندا وفنلندا وفرنسا وبلجيكا والنمسا واسبانيا.
وتتسابق الأفلام المعروضة على 5 جوائز هي « أفضل فيلم روائي طويل » و »أفضل فيلم روائي قصير » و »أفضل فيلم وثائقي طويل » و »أفضل فيلم وثائقي قصير »، إلى جانب جائزة « أفضل فيلم تحريك » المحدثة خلال هذه الدورة. وستكون السينما التونسية ممثّلة في الدورة الحالية بأربعة أفلام هي « عبور » (روائي طويل) لمنصف زهروني و »طريق الموت » (روائي قصير) لنصر الدين رقام و »عقرب مجنونة » (وثائقي طويل) لأكرم منصر و »نضال » (وثائقي قصير) لبسام بن إبراهيم.
وتحتكم مسابقة الأفلام الروائية إلى لجنة متكونة من الباحثة والأكاديمية لمياء بلقايد قيقة وسيف الدين هلال (موسيقي أفلام) والمخرج سيد جزيب علي (الهند). أما مسابقة الأفلام الوثائقية فتحتكم إلى لجنة تتألف من المخرج أنيس الأسود والمخرجة عائدة شامخ وأيمن بردويل (فلسطين).
// رائدات في مائوية السينما التونسية
واختار المنظمون تكريم نساء رائدات في تاريخ السينما التونسية، وذلك تزامنا مع احتفال السينما التونسية بمائويتها. وتحتفي هذه الدورة بخمس نساء هنّ الممثلة هايدي تمزالي ابنة « آلبار سمامة شكلي، وهي أوّل ممثلة تونسية في تاريخ السينما التونسية، والممثلة والمطربة حسيبة رشدي والممثلة أنيسة لطفي والكاتبة والمخرجة ناجية بن مبروك وكذلك المخرجة سلمى بكّار وهي أوّل منتجة سينمائية تونسية.
وسيتمّ الاحتفاء بالمكرّمات من خلال تنظيم معرض فوتوغرافي يسلّط الضوء على تجاربهنّ السينمائية إضافة إلى سيرة ذاتية لكلّ شخصية وأهم الأفلام التي شاركت فيها، كما يعرض على شاشة عملاقة فيديو قصير يختزل بعض تجاربهن السينمائية.
وستكرّم إدارة المهرجان أيضا مدير التصوير أحمد بنّيس والأستاذة الجامعية في التاريخ المعاصر قمر بن دانة.
// « بيروت في عين العاصفة » فيلم الافتتاح
وتُفتتح الدورة الثامنة للمهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان يوم 4 مارس بقاعة سينما الطاهر شريعة بمدينة الثقافة بفيلم « بيروت في عين العاصفة » للمخرجة الفلسطينية مي المصري، وهو وثائقي طويل تتمحور أحداثه حول أربع شابات تملؤهنّ روح الأمل والتغيير أثناء الانتفاضة اللبنانية في أكتوبر 2019، ولكن بعد بضعة شهور تغلق المدينة أبوابها بسبب فيروس كورونا وتبدأ آمال الشابات بالتلاشي. وبعد عشرة شهور من انطلاق الثورة تُفجع بيروت بحادث انفجار المرفأ.
وبرمج المنظمون ندوة حول دور السينما في مناهضة العنف ضدّ المرأة وفي الدفاع عن قيم الأمن والسلام وذلك بالاشتراك مع كلّ من وزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، حيث سيتم التعريف بـ « الخطّة الوطنية 1325″، وهي خطة أممية متعلّقة بالمرأة والسلم والأمن، ثم سيتناول النقاش دور السينما في الدفاع عن حقوق النساء ومناهضة العنف ضدّ المرأة وترسيخ قيم الأمن والسلام.
كما ينظّم المهرجان على مدى هذه الدورة ورشة في النقد السينمائي لأفلام حقوق الإنسان تستقطب الصحفيين والطلبة والمولعين بالنقد السينمائي المهتمين بتحليل الأفلام والكتابة عنها.
ويزور المهرجان 4 جهات هي توزر وقابس والقصرين والمهدية، حيث سيتم عرض 13 فيلما في هذه الجهات.
وتحدّثت مديرة الدورة ريم بن منصور، خلال الندوة الصحفية، عن هوية المهرجان المتمثلة في نشر ثقافة حقوق الإنسان والدفاع عنها، من خلال تسليط الضوء في كل دورة على محاور تهتم بحقوق الإنسان، قائلة إن أغلب الأفلام التي سيتم عرضها، تتمحور حول قضايا النساء من زوايا عديدة منها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وتجدر الإشارة إلى أن الدخول لمتابعة مختلف عروض هذه الدورة سيكون مجانا للعموم، وستعرض الأشرطة الروائية بقاعة الطاهر شريعة والأشرطة الوثائقية بقاعة عمر الخليفي بمدينة الثقافة.