تتواصل لليوم الثاني على التوالي اشغال الدورة التكوينية التي تنظمها الجمعية التونسية لمترجمي لغة الاشارة بالشراكة مع الجمعية المحلية لرعاية الاشخاص ذوي الاعاقة بدوز المعروفة ب »جمعية ابتسامة » و »جمعية الصم » بالمنطقة ،على امتداد اربعة ايام بكل من فضاء مركز التخييم والتربصات طريق مطماطة ودار الشباب ابراهيم بنعمر بدوز
واوضح المختص في التكوين المسرحي ولغة الاشارة بهرام علوي صباح اليوم الخميس ل »وات » ان هذه الدورة التي تشهد مشاركة عدد من المختصين العالميين في لغة الاشارة، ترمي الى تكوين عدد من المترجمين المستقليين الذين سيتولون تامين العملية التواصلية بين فئة « الصم » وبين المجتمع ومختلف المصالح والهياكل الحكومية، واشار الى ان هذا التكوين سيساعد في اعادة تاهيل مترجمي لغة الاشارة عن طريق عدد من الخبراء العالميين، ذلك ان التكوين الوطني في هذا المجال ليس كافيا ليكون المترجم في المستوى المطلوب للقيام بالعملية التواصلية بالشكل المأمول، وفق ذات المصدر.
وبين بهرام علوي ان المترجم لا يجب ان يكتفي بتعلم لغة الاشارة، بل يجب ان تكون له عدة اهداف تواصلية اخرى تساعد في حسن التعامل مع فئة « الصم » ومزيد الاحاطة بتطلعات هذه الشريحة الاجتماعية، مشيرا الى ان هذه الدورة ستمكن المشاركين من التعرف على تاريخ لغة الاشارة بتونس منذ انطلاقها الى اليوم وما شهدته من تطورات مع التعريف بالوضعية الاجتماعية والسياسية لهذه الفئة من المجتمع بالبلاد وما حققوه من مكاسب علاوة على النضالات التي يستوجب بذلها من اجل نيل حقوقهم التي لا تزال مهضومة خاصة وانهم فئة قليلة في هذا المجتمع الناطق، على حد تعبيره
وفي ذات السياق، اكد المصدر ذاته ان برنامج الدورة يتضمن ايضا تعريفا للغة الاشارة بين المحلية والعالمية من خلال الوقوف على جزء كبير من اللغات الاشارية بهذا العالم مع السعي الى تقريب اللغات من بعضها البعض لتحقيق مزيد من التواصل والتبادل في المجال، الامر الذي يساعد المترجمين والعاجزين عن السمع على اكتساب الكثير من المهارات، ليتواصل برنامج هذه الدورة عبر التعريف بكيفية الاحاطة النفسية بذوي الاحتياجات الخصوصية وخاصة منهم « الصم »، نظرا لصعوبة التواصل مع هذه الشريحة الاجتماعية وما تقتضيه هذه العملية من سرية رغم وجود المترجم
واكد علوي ان الجمعية التونسية لمترجمي لغة الاشارة تعمل ايضا على تكوين اخضائيين في المرافقة النفسية من مترجمي لغة الاشارة، وهو اختصاص غير موجود حاليا في تونس ولا يزال عددهم قليل جدا حتى على المستوى العالمي، مشيرا الى انه سيتم خلال هذه الدورة تامين تكوين في المسرح الاشاري او مسرحة لغة الاشارة قصد تمكين العاجزين عن السمع من الولوج للفعل المسرحي باستعمال لغة الاشارة، التي ستكون مفهومة لهم وللناطقين في ذات الوقت، وهو ما يكرس المشروع الكبير الذي سيتم الاشتغال عليه مستقبلا لاحداث هيكل او جامعة تكوينية للتعامل والتواصل مع ذوي الاحتياجات الخصوصية عن طريق المرافقة النفسية و باستعمال المسرح والفنون