أحيت ألفة بن رمضان السهرة الافتتاحية للدورة 39 لمهرجان المدينة بتونس، التي انطلقت ليلة البارحة 27 مارس بالمسرح البلدي، لتتواصل إلى يوم 17 أفريل القادم، مع مصاحبة للفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة المايسترو يوسف بلهاني. وحضر هذا الحفل الافتتاحي جماهير محترمة العدد متعطّشة للموسيقى وللسمر الرمضاني، فارتوت من ينابيع الموسيقى الطربية الشرقية وأغاني التراث التونسي.
هي الإطلالة الأولى للفنانة التونسية ألفة بن رمضان في مهرجان المدينة بتونس لتأمين سهرة بمفردها على الركح، بعد أن كانت تتقاسم في الدورات السابقة تأثيث إحدى سهرات هذا المهرجان رفقة فنانين آخرين. وقد حرصت على أن تكون هذه الإطلالة بخصوصية كلاسيكية على مستوى اللباس والقيافة لتبدو كأنها تؤثث حفلا في زمن ثلاثينات القرن القرن الماضي، ولتكون هذه الإطلالة أيضا منسجمة مع هويّة المهرجان ومميزاته الروحانية والتراثية.
واختارت ألفة بن رمضان أن تستهلّ السهرة بباقة من أغانيها، فأدت « أصحاب » و »معقول تكون انت » وبصوتها الشجيّ وإحساس مرهف غنّت أيضا لنجاة الصغيرة « أيظن »، وللعندليب عبد الحليم حافظ « قولولو الحقيقية » و »حاول تفتكرني »، ثم غنت لميادة الحناوي.
وتواصلت رحلة الإمتاع الموسيقي الطربي لألفة بن رمضان مع ترديد الأغنيتين « عايزة معجزة » و »وحشتوني » لوردة الجزائرية و »فات الميعاد » لكوكب الشرق أم كلثوم. ثم غنّت في اختتام السهرة باقة من أجمل الأغاني التونسية الخالدة.
وفي كلمة ترحيبية، قبيْل انطلاق الحفل، أثنى عضو الهيئة المديرة لمهرجان المدينة الهادي الموحلي على وفاء الجمهور لهذه التظاهرة العريقة، مشيرا إلى أن استمرارية مهرجان المدينة في البقاء يعود إلى هذا الحضور الجماهيري الوفي لتقاليد المهرجان وعراقته. كما استنكر ما وصفه بمحاولات طمس هوية المهرجان من خلال الاستيلاء على اسمه وشارته (logo) لأغراض تجارية، في إشارة إلى تظاهرة أخرى تحمل عنوان « مهرجان ليالي المدينة بالمسرح البلدي ».
وتتواصل عروض الدورة 39 لمهرجان المدينة بتونس إلى يوم 17 أفريل المقبل، إذ سيكون الموعد مع 22 عرضا آخر من أنماط موسيقية متنوعة. وتتوزع هذه العروض المتبقية على فضاءات في المدينة العتيقة وهي النادي الثقافي الطاهر الحداد ومعلم بئر الأحجار ودار الأصرم ومكتبة مدينة تونس « دار ابن عاشور »، بالإضافة إلى المسرح البلدي وقاعة الأوبرا بمدينة الثقافة.