أسفرت حملة أمنية ليلية واسعة النطاق، نفذتها الوحدات التابعة لمختلف أسلاك الحرس والأمن، خلال كامل الليلة الفاصلة بين الجمعة والسبت، بكل من مدينة صفاقس وسواحلها الشمالية وجزيرة قرقنة، عن سلسلة إيقافات في صفوف المطلوبين للعدالة في جرائم الحق العام وإحباط عمليات هجرة غير نظامية ومداهمات لمحلات تجميع المهاجرين.
وقد شاركت في هذه الحملة، الوحدات الخاصة وأفواج التدخلات السريعة بمختلف أسلاك وزارة الداخلية للأمن والحرس الوطنيين، وفق ما عاينه صحفي وكالة تونس افريقيا للانباء، الذي واكب فعاليات هذه الحملة الامنية.
وأفضت العمليات الأمنية، بحسب ما بينّه الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للحرس الوطني العميد حسام الدين الجبابلي، عن إيقاف 100 مفتش عنهم من المطلوبين للعدالة من طرف وحدات الإقليم الوطني في صفاقس، وإحباط عمليتي (02) اجتياز للحدود البحرية خلسة، وإيقاف 14 مفتشا عنهم لجهات أمنية وقضائية مختلفة.
وعرفت مناطق من المساترية وجبنيانة والعوابد واللوزة، عمليات تمشيط ومداهمة من طرف الوحدات الخاصة للحرس الوطني، لمحلات سكنية معدة لتجميع المهاجرين غير النظاميين بما مكّن من منع أكثر من 200 مهاجر من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، يستعدون للمشاركة في عمليات هجرة غير نظامية (« حرقة » ليلية) من القيام بذلك.
وحجزت هذه الوحدات وأتلفت 6 قوارب حديدية معدة للهجرة غير النظامية وسيارتين معدة للكراء وسيارات نارية يقع استعمالها في تنظيم رحلات الهجرة وكشف الطريق قبل وصول الوحدات الأمنية، بحسب الجبابلي الذي بيّن أن هذه الأعمال الأمنية جرت بعد التنسيق مع النيابة العمومية.
وأوقفت عناصر الحرس الوطني في هذا الجزء من الحملة بعدد من المناطق، 48 مفتشا عنهم بسبب تورطهم في قضايا حق عام منها العنف والسرقة والقتل وبيع الخمر خلسة وغيرها.
وشهدت جزيرة قرقنة بدورها، فجر اليوم السبت، في إطار هذه الحملة الأمنية، عملية إنزال جوي باستعمال المروحيات وبمشاركة عديد الوحدات الأمنية الخاصة وفرق التدخل السريع جهويا ومركزيا.
وتهدف هذه العملية إلى مراقبة وإحباط عمليات الهجرة غير النظامية وتعقب منظمي هذه الرحلات والوسطاء المتاجرين بأرواح الناس، فضلا عن الحرص على تأمين استمرارية المرفق العمومي للنقل بين صفاقس وقرقنة، بحسب تعبير الجبابلي.
يذكر أن هذه الحملة الأمنية التي تركزت على ولاية صفاقس تشرف عليها قيادات أمنية رفيعة المستوى ولا تزال متواصلة.