دعا وزير الشؤون الدينية، ابراهيم الشائبي، إلى « ضرورة التصدّي للفساد وتقديم التضحيات اللازمة من أجل أن تستعيد تونس مكانتها الحقيقة ».
وأكد الوزيرخلال افتتاح الندوة المولدية الدولية التي انتظمت بالقيروان في دورتها 51، بمناسبة الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، على ضرورة « التحلي بالجرأة في الإصلاح والإصرار عليه، لأنه لا مجال للتقدم دون التخلص من السرطانات التي نخرت جسد البلاد طيلة سنوات »، حسب ما جاء على لسانه.
وقال إن الحديث عن ميلاد الرسول محمّد هو حديث عن « ميلاد فكر وثقافة » وان الاحتفال بذكرى مولده، لا يعني « سرد شمائله دون التعمّق فيها وتنزيلها أرض الواقع »، مضيفا ان اختيار موضوع « ثقافة الاصلاح في المنهج النبوي » عنوانا لهذه الندوة، يتنزل في إطار « ما تواجهه البلاد من موجات الفساد في كل القطاعات ».
وأضاف الشائبي قوله: « لا يمكن الحديث عن الإصلاح إلا في وجود فساد ومُفسدين »، مشيرا إلى وجود « تعتيم » على أوجه الفساد. واعتبر في هذا الاطار أن « الإصلاح ليس مجرد شعار يُرفع، بل إن مناله عسير وطريقه وعرة والعقبات التي توضع في طريقه كثيرة، لأن المتمعشين من الفساد كثيرون »، على حد قوله.
كما لاحظ أن الهدف من الندوة المولدية السنوية، هو ربط هذه المناسبة بالفكر والأفعال الواقعية والحرص على إلصاقها بمشاغل المجتمع، معتبرا في هذا السياق أن وزارة الشؤون الدينية « أحق من يرفع لواء محاربة الفساد » وذلك بتعزيز خطاب ديني يتحدث عن مكافحة آفة الفساد وضرورة الإصلاح في خطب الائمة الخطباء والوعاظ، بالإضافة الى الارتقاء بذلك في المستوى الأكاديمي بالمعهد العالي للعلوم الاسلامية الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الدينية، بالاشتراك مع وزارة التعليم العالي ومركز الدراسات الإسلامية التابع لجامعة الزيتونة، عن طريق إنجاز إصدارات أكاديمية تؤسس لثقافة الإصلاح.
وذكّر الوزير بأن الرسول « هو أول من نسف مكامن الفساد في الجاهلية وقضى على كل تلك المظاهر، من خلال تأسيس حياة جديدة، فكان المنهج النبوي هو مصدر العقول النيرة ومصدرا للإصلاح »، مضيفا أن « أول إصلاح نادى به الرسول هو إصلاح النفوس ».
ودعا بمناسبة الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، الى ان يكون هذا احتفال « عميقا وليس مجرد احتفال فولكلوري » وذلك باتباع الأخلاق النبوية من أجل القضاء على الفساد في مستواه الفكري والنظري والعملي والممارساتي.
وأشار إلى ان هذه الاحتفالات هي فرصة « حتى تستعيد القيروان بريقها ودورها في هذه المناسبة الدينية التي تشهد خلالها الجهة كذلك حركية اقتصادية وفكرية وثقافية ».