دعا مختصون خلال الدورة الثالثة لأيام « فاقا » للموسيقي الوترية بباجة إلى تعزيز مدونة المالوف التونسي بتسجيل نوبتي قاضي قرطبة (النوبة رقم 16) من ألحان الراحل منور زروق ونوبة الشاشي (النوبة رقم 17) من ألحان شكيب الفرياني وإلى إيجاد آليات لتشبيب قطاع الموسيقي الوترية. كما أكدوا على أهمية تضافر الجهود لجمع تراث الموسيقي الوترية بباجة وبعث فرقة وترية بمدينة باجة وإعادة الريادة التونسية لموسيقي المالوف.
وجاءت هذه التوصيات فى لقاء حواري انتظم أمس الجمعة في إطار أيام « فاقا » التي تنظمها جمعية النغم الجديد يومي 8 و9 مارس بدار الثقافة عمار فرحات بباجة وتمحور اللقاء حول إرث الموسيقي العربية بمدينة باجة. وقدم الباحث زهير بن يوسف بالمناسبة ورقة علمية حول إرث الموسيقى العربية بمدينة باجة وتحديدا المالوف التونسي بمشاركة عدد من المختصين.
وأبرز زهير بن يوسف فى تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء أن إرث ولاية باجة فى الموسيقي الوترية عريق، وقدم إسهامات أبناء الجهة فى هذا الفن، منها إضافات للموسيقي العربية قمها محمد الشافعي بالقاضي الذى عاش فى القرن 18 وإضافات الموسيقار منور زروق الذى أضاف نوبة قاضي قرطبة. ودعا بن يوسف إلى تسجيل هذه النبة ونوبة الشاشي التى لحنها الموسيقار شكيب الفرياني. وأكد بالمناسبة على أن المشهد الموسيقي بباجة يتميز بالتنوع والتعدد لكن الموسيقي الوترية على غرار الموسيقي الصوفية والمالوف تشهد تراجعا وفق تقديره، داعيا الى الإحاطة بالشباب المغرم بهذا الفن وبعث عديد النوادي وفرع للرشيدية ودعم الموسيقي الوترية عموما.
وقال محمد الهاشمي الفرحاني رئيس جمعية النغم الجديد بباجة لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أن الهدف من إقامة أيام « فاقا » للموسيقي الوترية هو تشجيع الشباب على الخلق والإبداع مؤكدا أن غياب التشجيع أدى الى تهرم هذا القطاع. وتحدث عن تاريخ الفرق والجمعيات الموسيقية بالجهة ومنها جمعية النغم الجديد وعمرها 34 سنة داعيا وزارة الشؤون الثقافية إلى رصد منح للتسيير ولدعم المبدعين. وقال في هذا السياق إن الوضع الحالي للموسيقي الوترية لا يشجع المبدعين على الاحتراف بل يقع اللجوء لممارسة مهن اخرى كما لا يساهم فى جذب الشباب للموسيقي الوترية ومختلف فرقها رغم عراقة الجهة ودورها الريادى الوطنى فى عدد من أصناف الموسيقي الوترية.
وتضمنت التظاهرة تنظيم معرض لجمعية النغم الجديد احتوى على وثائق لجمعية النغم الجديد وعدد من الصور والمقالات الصحفية، وتعريفا بالمؤثرين فى هذه الموسيقي وتاريخ الموسيقي الوترية. كما تضمنت البرمجة إقامة مسابقات موسيقية بمشاركة نوادى وجمعيات منها جمعية الابداع الفنى وجمعية المالوف بمجاز الباب وفرقة موازين بباجة ونادى الموسيقي العربية ببوسالم.