بعد حجبه أربع سنوات افتتح مساء أمس بمسرح الهواء الطلق بقصيبة المديوني بولاية المنستير المهرجان الوطني للزربية والحرف الفنية في دورته 41 (27 جويلية – 17 أوت الجاري ) بعرض « القبة » الصوفي بقيادة الفنان أحمد زيتون وإنتاج شركة مزار.
وأخذ أحمد زيتون رفقة ثلاثين عنصرا من عناصر « القبة » جمهور هذا المهرجان في رحلة موسيقية روحانية بدأت بمعزوفة « الحمد لله » ثم الصلاة على الرسول، ودعاء لفلسطين ثم الفاتحة ومجددا ابتهلات، وفي ذلك تذكير بطقوس الذكر لدى الطرق الصوفية.
واستمتع الجمهور بكوكتال من الأغاني الصوفية من الموروث الموسيقي الصوفي التونسي والمغربي والجزائري وغيره ومن الأغاني الصوفية الجديدة التي كتبها ولحنها شباب من خريجي معاهد التعليم العالي من الفريق الذي يشتغل على مشروع « القبة ».
ورافق الأغاني أو الأناشيد الدينية لوحات تعبيرية مع « رقصة الدراويش »، وأصحاب « السناجق » ( السناجق هي قطع من القماش مختلفة الألوان عبارة على أعلام تحيل إلى الطرق الصوفية)، وكوكبة. من الرجال ببرانيسهم البيضاء اللون وهم حاملين « فوانيس »، ولوحة البخور حيث انتشر عدد من الأشخاص حاملين البخور بين الجمهور. وكان هناك التحام بين الفنانين والجمهور خلال لوحتي الشطحات بالسناجق والبخور. واختتم العرض بأغنية » فاح السر »، و »لا إله إلاّ الله » ولوحة تعبيرية للراقصين بالعصي.
وكشف الفنّان أحمد زيتون لجمهوره قبل العرض أنّ قصيبة المديوني وأهلها لهم مكانة خاصة لديه لأنّ أوّل عرض « للقبة » انطلق في أكتوبر 2021 في مسرح الهواء الطلق بقصيبة المديوني. وأفاد في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء إثر العرض أنّ « القبة » هي نتاج بحث تواصل أربعة سنوات منذ 2017 في الطرق والإنتاجات والتلحين الصوفي وهي « عصارة بين التجربة والعلم والفشل ».
وبلغ « القبة » العرض 22 في قصيبة المديوني إذ قدم في أكثر من 10 مهرجانات دولية في الداخل والخارج في افتتاح المهرجان الدولي للإنشاد الديني بقسنطينة في الجزائر .
ويقوم عرض « القبة » على التراث وعلى تقريبا 40 في المائة من الإنتاج الخاص كلمة ولحنا وتوزيعا على غرار « بسم الله قصدنا القبة » من كلمات وألحان يسري بوسعيد وتوزيع رواد رحومة وأحمد زيتون، و »أنا ضيفك يا رسول الله » من كلمات وألحان أحمد زيتون، و »القبة نورنا » من كلمات وألحان يسري بوسعيد.
ويشتغل فريق العمل على امتداد السنة على تطوير « القبة » فتمت اضافة أغان جديدة مقارنة بنسخة 2022″.
ويتميز عرض « القبة » بتفتحه أكثر على موسيقات العالم وهو مبني على الآلات الموسيقية الغربية التي تدخل في هيكلته وليست مصاحبة له مثل الآلات الموسيقية العربية والأصوات.
ويجمع العرض كل الطرق الصوفية كالقادرية والسلامية والعوامرية والشاذلية والكرزازية جنوب شرق الجزائر والتي بدأ منها زيتون بحثه لختم الدروس بالمعهد العالي للموسيقى بسوسة سنة 2016.
وثمن من جهته فادي خليل معتمد قصيبة المديوني استئناف تنظيم هذا المهرجان مع هيئة من الشباب بعد حجبه منذ سنة 2019، والإعداد الجيّد لبرنامجه المتنوع والثري وذلك بدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير والأمن الوطني متعهدا بمواصلة دعم السلطة المحلية لهذا المهرجان.
وأفاد من جانبه شكري التليلي المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بالمنستير أنّ المندوبية حرصت خلال هذه الدورة على اختيار ألوان موسيقية ذات بعد ثقافي ترتقي إلى انتظارات الجمهور ضمن تطوير هذا المهرجان.
وأوضح لوات بدر الدّين منصور رئيس المهرجان أنّ وزارة الشؤون الثقافية دعمت المهرجان بعرضي « القبة » والباليه الروسي والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالعرض المسرحي « الطائر الأزرق » للأطفال علاوة على دعم البلدية لجمعية مهرجان الزربية والحرف الفنية سنة 2017 المنظمة للمهرجان.
ووقع خلال الافتتاح تكريم أسر فنانين أصيلي قصيبة المديوني قدموا الكثير في المجال الفني وهم المرحوم أحمد بوخيط، والحبيب بالطيب وسمير زميط.