مثل كتاب الدكتور رياض الحاج طيب، الذي يحمل عنوان « صفاقس في خطر … تبعات تغير المناخ »، محور أمسية ثقافية، انتظمت مساء الجمعة، بقاعة الأفراح والمؤتمرات لبلدية صفاقس، وذلك ببادرة من بلدية المكان، وجامعة صفاقس، والوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة، والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بصفاقس، ودار محمد علي الحامي للنشر.
واعتبر الخبير في المناخ، سمير العموص، في تقديمه لكتاب، « صفاقس في خطر »، أن « هذا الإصدار الجديد للدكتور رياض الحاج طيب، يعد بمثابة صيحة فزع أو الصيحة للتحذيرية الأخيرة، بخصوص التحدّيات التي تواجه بلادنا عامة ومدينة صفاقس خاصة، جراء التغيير المناخي ».
وأشار العموص، إلى أن « مؤلف الكتاب، الدكتور رياض الحاج، بعد تناوله بصفة دقيقة ومستفيضة مواضيع حارقة مثل التنمية غير المستديمة وأزمة التنقل العمراني بصفاقس، يسلط الضوء في هذا الكتاب، على موضوع هام وخطير سواء على الجيل الحالي أو الأجيال القادمة وهو التغيّرات المناخيّة وتداعياتها المدمّرة على الصعيد الوطني والمحلي ».
وأوضح، أن خصوصية كتاب « »صفاقس في خطر « ، للدكتور رياض الحاج طيب، الذي يتكون من 254 صفحة، الصادر في بداية شهر أكتوبر الجاري عن دار محمد علي الحامي للنشر، في كونه يعرض قضايا المناخ بأبسط الطرق وأكثر سهولة للقارئ، حيث يمكن لأي شخص لديه الحد الأدنى من الرغبة في فهم قضايا المناخ أن يفهم كل شيء من خلال قراءة هذا الكتاب ».
وقد وضع كتاب « صفاقس في خطر » منذ المقدمة أسس هذه الصرخة، عبر إستخدام الكاتب المصطلحات الدالة على هذا الخطر مثل « التدهور الخطير لجودة الحياة « ، و »وأبقى مكتوف اليدين « ، و »كيف السبيل إلى مقاومة هذه الظاهرة الخطيرة « ، و »موضوع جديد وشديد الخطورة على مستقبل الأرض وجودة حياة الإنسان « ، وتعتبر منطقة شمال إفريقيا واحدة من أكثر المناطق المعرضة للتغيير المناخي على هذا الكوكب « … وغيرها.
ويحتوي كتاب « صفاقس في خطر » للدكتور رياض الحاج طيب، على جزئين، حيث يتناول الجزء الأول قضية المناخ على المستوى العالمي والوطني وهو بمثابة مقدمة لقضايا المناخ.
ويتكون هذا الجزء الأول من أربعة فصول وهي : « أسباب وآثار التغيرات المناخية » و »المناخ على الصعيد العالمي » و »المناخ على الصعيد الوطني » و »المناخ على الصعيد المحلي ».
أما الجزء الثاني من الكتاب فيتكون بدوره من 4 فصول وهي : »واقع التغييرات المناخية بصفاقس » و »آليات التصدي للتغيرات المناخية » و »دراسات ومشاريع التصدي لتغيير المناخ » و »ظروف النجاح للتصدي لتغيير المناخ ».
وعرج مؤلف الكتاب في إصداره الجديد، على أن الجماعات المحلية تلعب دورا هاما فؤ مقاومة التغييرات المناخية، وذلك عبر إنخراطها فؤ سياسة الإنتقال الطاقي وتعزيز صمودها ضد الأخطار الواقعية أو المحتملة مستقبلا لتغيير المناخ.
وأشار إلى أنه، رغم أن صفاقس تعتبر من البلديات الرائدة في مجال تحسين البيئة الحضرية والإقتصادية في الطاقة، فإن عديد الأسئلة تبقى مطروحة، وهي : هل تمتلك صفاقس المقومات الكفيلة بأن تكون صامدة في وجه خطر تغير المناخ؟ هل ستتمكن من رفع التحديات الراهنة والمستقبلية فيما يتعلق بالنمو الديمغرافي والتوسع العمراني؟، والتوازن بين بين التطور العمراني وإستعمال الطاقة الكلاسيكية والمتجددة، وإيجاد الحلول لتوفير الماء الصالح للشراب، والتصرف المندمج في الفضلات بمختلف أنواعها.
يذكر أن هذه الأمسية الثقافية التي حضرها والي صفاقس محمد الحجري، والكاتب العام المكلف بتسيير شؤون بلدية صفاقس، والمندوب الجهوي للشؤون الثقافية، وعدد من نواب الشعب والمجلس المحلي وعدد من الإطارات الجهوية والضيوف، عرضا لأعمال فنية للفنانة التشكيلية، عائدة الكشو خروف، ومحمد بن جماعة، وعرضا موسيقيا.