نظم نادي « ليو لاينس نيابوليس » بالتعاون مع مجموعة العمل صداقة وصحة « غروب اكسيون سنتي » اليوم الاحد بالمبيت الجامعي بالمرازقة من ولاية نابل، يوما تحسيسيا حول مرض السكري صنف 1 لدى الاطفال، لفائدة اولياء 30 طفلا من المصابين بهذا المرض، بهدف اطلاعهم على سبل التعايش معه، خاصة وأنه يتطلب الحقن اليومي بالانسولين والاحاطة بالاطفال لتفادي المخلفات السلبية النفسية والبدنية التى يمكن ان يسببها، وحتى لا يكون عائقا امام الطفل ليعيش حياة عادية.
واشارت رئيسة نادي « ليو لاينس نيابوليس نابل سوسة » غادة التريكي الى ان هذا اليوم التحسيسي الذي ينتظم في اطار الاحتفال باليوم العالمي لمرضى السكري وبمشاركة عدد الاطفال والاولياء ومن الاطباء ومختصين في التغذية ومختصين في علم النفس، كان مناسبة لاطلاع الاولياء على خصوصيات المرض وسبل الاحاطة المثلى بالطفل ومرافقته للتعايش مع المرض والتوقي من مخلفاته النفسية والبدنية.
وكشفت ان اليوم التحسيسي كان مناسبة كذلك لتزويد 20 طفلا من المشاركين في اليوم التحسيسي، بتجهيزات طبية جديدة ومتطورة (جهاز المراقبة المستمرة للغليكوز »سي جي مي ») لمراقبة السكري عند الطفل باعتماد ملصقة مرتبطة بتطبيقة انذار على الهاتف الجوال تمكن من قيس السكري عند الطفل دون الحاجة الى الوخز المتكرر بالابر والذي غالبا ما يسبب ضغطا نفسيا للطفل.
وكشفت رئيسة فرع امراض الغدد بالجمعية التونسية للاطفال والمختصة في امراض السكري لدى الاطفال ليلى الصدام في تصريح لصحفي وكالة تونس افريقيا للانباء، ان البحث الذي انجز على امتداد خمس سنوات (2018/2022) على مستوى المستشفيات العمومية في تونس، بيّن وجود 1342 اصابة جديدة بمرض السكري صنف 1 عند الاطفال وهو ما يعني تسجيل زيادة بما بين 200 و 250 اصابة جديدة كل سنة.
واوضحت ان اسباب مرض السكري عند الاطفال متعددة ولا يمكن حصرها في سبب واحد، مبرزة ان عدد الاصابات بهذا المرض المزمن « يعد كبيرا » خاصة بالنسبة للفئة دون سن الخمس سنوات، وهو يكتسي صعوبة في التشخيص خاصة بالنسبة للاولياء، بما يؤكد الحاجة الى بذل جهود اضافية للتوعية والتحسيس ان على مستوى الرصد او الاحاطة بالمصابين الذين يحتاجون الى الحقن اليومي بمادة الانسولين ويحتم اعتماد سلوكات وقائية من بينها بالخصوص تفادي استهلاك الحلويات والمواد التي تحتوي نسب عالية من السكريات.
ولاحظت من جهة اخرى انه لا يمكن الحديث عن « صيحة فزع » بخصوص هذا المرض الذي نعرفه بالمرض الصامت والتي تبرز اعراضه بكثرة شرب الماء وكثرة التبول، مشيرة في ذات الوقت الى أن تطور عدد الحالات يؤكد ضرورة مزيد التوعية والتحسيس واتباع السلوكات الوقائية لحماية الطفل وتطوير التعاطي مع المرض خاصة بتوفير الاحاطة النفسية للمريض وللولي ومزيد توعية محيطه العائلي وبرياض الاطفال وبالمدارس والمعاهد، حتى يقدر الطفل على الاندماج والتعايش مع هذا المرض، وفق تعبيرها.
ولاحظ طبيب الاطفال هيثم بشروش من جهته ان هذا اليوم التحسيسي، مثل فرصة هامة لمزيد تطوير الوعي بسبل التعاطي مع مرض السكري صنف 1 عند الاطفال ولتزويد الاطفال بتجهيزات المراقبة المستمرة للقليكوز على امتداد سنة كاملة، مبرزا ان توفر هذه التجهيزات يمثل حافزا لتطوير التعاطي مع المرض والمراقبة المستمرة لمستوى السكري عند الطفل واحكام الاحاطة به، داعيا الى ادراج هذه التجهيزات التي تباع في تونس ويتراوح سعرها بين 125 و 200 دينار ومضخات الانسولين، ضمن التجهيزات التي يتكفل بها الصندوق الوطني للتامين على المرض » الكنام ».