شهدت معتمدية حيدرة من ولاية القصرين اليوم الجمعة اضرابا عاما بيوم، أغلقت بموجبه كافة المؤسسات العمومية والخاصة والمحلات التجارية، كما تعطلت على إثره الدروس بمختلف المدارس الابتدائية بالمنطقة واعداديتها ومعهدها الثانوي باستثناء الصيدلية ومركز الصحة الأساسية والمخابز، وفق ما أكده الناشط بالمجتمع المدني وعضو تنسيقية اعتصام « الرحيل » بحيدرة وحيد المتجولي.
وأوضح المصدر ذاته لمراسلة (وات) أن هذا التحرك الاحتجاجي الثالث من نوعه بالمنطقة خلال هذا الأسبوع « يأتي نظرا لتجاهل السلط الجهوية والوطنية لمطالب أبناء هذه المعتمدية النائية، المتعلقة أساسا بتفعيل الاتفاقيات المبرمة مع الحكومة السابقة في شهر جانفي 2016، والتي تهم تشغيل فرد من كل عائلة معوزة أو فقيرة، وتفعيل مبدأ التمييز الايجابي للمناطق الجبلية والحدودية والمناطق المحرومة والمهمشة مثل معتمدية حيدرة، فضلا عن تفعيل المشاريع العمومية المعطلة بالمنطقة على غرار المدرسة الإعدادية والملعب البلدي ومكتب استقبال وإرشاد سياحي وبلدية سياحية ».
وذكر أن معتمدية حيدرة « شهدت في عدّة مناسبات سلسلة من التحركات الاحتجاجية كان أخرها اعتصام « المصير » الذي نفذه منذ يومين عدد هام من شباب المنطقة العاطلين عن العمل من مختلف المستويات التعليمية، بالطريق الوطنية عدد 4، والمسيرة السلمية التي نفذت أمس الخميس من طرف هؤلاء الشباب بمساندة عدد من ممثلي المجتمع المدني بحيدرة، احتجاجا على الوضع الاجتماعي المتردي وتفشي البطالة والغياب الكلي لمؤشرات التنمية بها ».
وذكر المتجولي أن « شباب المنطقة هددوا بالتصعيد في تحرّكاتهم الاحتجاجية في حال تواصلت سياسة تجاهل ولا مبالاة السلط الجهوية والمركزية لمطالبهم، وذلك بالدّخول في عصيان مدني أو اللّجوء إلى التراب الجزائري » وفق قوله .
وكان المحتجون بالمنطقة قد أقدموا على غلق الطريق الوطنية عدد 4 الرابط بين معتمدية حيدرة ومدينة تبسة الجزائرية منذ يوم الثلاثاء المنقضي إلى غاية اليوم الجمعة، مما تسبب في تعطل حركة المرور على مستوى الطريق المذكورة وتراجع الحركة عبر المعبر الحدودي بالمنطقة من الاتجاهين، حيث بلغت صباح اليوم « صفر » وافد ومغادر من التونسيين والجزائريين و »صفر » مرور وسائل نقل بين المنطقتين، في حين بلغ عدد الوافدين والمغادرين من والى الجزائر يوم أمس حوالي 20 وافدا ومغادرا، ومرور « صفر » وسيلة نقل، وفق ما افاد به القابض الديواني بالمعبر الحدودي بحيدرة الرائد سفيان الرزقي مراسل (وات).
ولفت الرزقي الى أن المعبر الحدودي بحيدرة « يسجل في الأيام العادية أكثر من 90 وافدا ومغادرا من تونس الى الجزائر في اليوم، ومرور أكثر من 30 وسيلة نقل بين سيارات ووسائل نقل بضائع في اليوم ». يشار الى ان الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية ياسر مصباح اكد الاربعاء المنقضى في تصريح ل(وات) أنه لا صحة لما يروج حول غلق مؤقت للمعابر الحدودية البرية بين تونس والجزائر.