كشف مدير عام غرفة التجارة والصناعة للوطن القبلي معز حسن ان مشروع محاضن الابتكار ونقل التكنولوجيا في المتوسط « وفر فرصة هامة لاحتضان 12 صاحب فكرة مشروع مجدد في مجالات الصناعات التقليدية والفلاحة والتكنولوجيا، في اطار برنامج مرافقة لاعداد مخطط اعمال المشاريع ينجز بالقطب الكتنولوجي ببرج السدرية ».
واشار حسن في تصريح ل »وات » على هامش تنظيم يوم اعلامي، اليوم الثلاثاء بالحمامات، للتعريف بمشروع محاضن الابتكار ولتقديم المشاريع التي اختيرت للمشاركة في برنامج المرافقة الى ان هذا المشروع الذي انطلق منذ سبتمر 2020 يتواصل الى سبتمبر 2023، قد وصل اليوم مرحلة مرافقة اصحاب 12 فكرة مشروع مجدد من عديد جهات الجمهورية وقع اختيارهم من بين 82 مشروعا ترشح للمشاركة في هذا البرنامج.
وابرز ان مرحلة مرافقة اصحاب المشاريع، التي تتواصل بالقطب التكنولوجي ببرج السدرية بتاطير من خبراء ومختصين يعملون على معاضدة اصحاب افكار المشاريع لتطوير افكارهم الى مشاريع فعلية خاصة باعداد مخططات اعمال قابلة للتمويل، سيتوج في اختتام الدورات باختيار 3 مشاريع فائزة ستتحصل على مساعدة مالية ب30 الف اورو للمرتبة الاولى و20 الف اورو للمرتبة الثانية و 10 الاف اورو للمرتبة الثالثة.
ومثل اليوم الاعلامي مناسبة لتعريف اصحاب المشاريع بافكار مشاريعهم، حيث افاد احمد مالك (اصيل منطقة قصيبة المديوني من ولاية المنستير) « وات » بان فكرة مشروعه تقوم على اعادة تثمين نفايات مصانع النسيج لصناعة مفروشات وقطع منسوجات تقليدية على غرار (الكليم والمرقوم والرزابي…)، وذكرت درصاف علان، المتحصلة على دكتوراه في البيولوجيا، ان مشروعها يتعلق بانتاج العجين الغذائي (المقرونة) من الشعير، ليكون اول منتج من مادة الشعير في تونس و »حتى في العالم »، حيث ابرزت ان اختيار الشعير جاء بعد الدراسة المعمقة التي انجزتها حول هذه المادة التي بينت قيمتها الغذائية والصحية وقدرتها على التاقلم مع المناخ التونسي فضلا عن كونها غير مكلفة للانتاج.
وبين والباحث بمركز البيوتكنولوجيا ببرج السدرية اكرم حيوني الذي يشارك في برنامج محاضن الابتكار بمشروع لانتاج نوعية من دود « تونوبليو مليتور » المتحصلة على شهادة « لابل فود » في امريكا واوروبا وآسيا لتوفير البروتينيات التي يمكن استعمالها في انتاج الاعلاف للحيوانات وانتاج مواد غذائية قابلة للاستهلاك الآدمي، ان مشروعه الذي انطلق منذ سنة 2018 في حاجة الى تمويلات كبيرة لتركيز مزارع لانتاج هذا النوع من الدود في ظل توفر طلب عالمي كبير على هذه المادة القابلة للتصدير ولخلق مواطن شغل كبيرة وعائدات مالية هامة من العملة الصعبة، وفق تقديره.
اما حمزة ناشي (30 سنة) وهو خريج الفنون الجملية ومتخصص في التزويق الداخلي، فاختار ان يحول وجهته الى قطاع تربية النحل وذلك بتطوير فكرة مشروع منطلقها اختراع معدات يقع تركيبها وتتضمن شهد مصنوع من البلاستيك الغذائي ويمكن مربي النحل من جمع العسل مباشرة من صندوق تربية النحل دون الالتجاء الى العصر او لمس الخلية، مبرزا انه قام بعد بتسجيل براءة اختراعه في تونس وفي العالم اوروبا والصين وفي طور التسجيل باستراليا.
وذهب شاكر الطرابلسي، رفقة عدد من زملائه، الى تطوير فكرة مشروع للتجديد التكنولوجي المرتبط بالقطاع الفلاحي من خلال تطوير منظومة رقمية تعتمد الذكاء الاصطناعي والمرتبطة بالهواتف الذكية للتحكم في الري الذكي او استهلاك الطاقة او قياس ردات الرطوبة في البيوت المحمية عن بعد، وابرز ان الفريق الذي يعمل على المشروع تمكن من تطوير نموذج فعلي في طور الاختبار لهذه المنظومة في انتظار ان ينجح المشروع في استقطاب مستثمرين لتوسيع المشروع وتطوير انتاج هذه المعدات الرقمية الحديثة.
ويندرج مشروع محاضن الابتكار ونقل التكنولجيا في منطقة البحر الابيض المتوسط « انتاك ماد » في اطار برنامج التعاون عبر الحدود في البحر الابيض المتوسط بتمويل مشترك من الاتحاد الاوربي في حدود 3،6 مليون اورو ويشمل بلدان تونس ومصر واسبانيا واليونان.
وتشرف على هذا المشروع غرفة التجارة والصناعة للوطن القبلي بالشراكة مع الوكالة الوطنية للنهوض بالبحث العلمي والتكنولوجيا خاصة وان الهدف الرئيسي للمشروع يتعلق بتطوير اليات تثمين نتائج البحث العلمي ونقل التكنولوجيا خدمة المؤسسات الاقتصادية وبهدف تطوير جيل جديد من المشاريع المجددة خاصة في قطاعي الصناعات التقليدية والصناعات الغذائية.