بين خصائصه الطبيعية كموقع طبيعي بيئي فريد ومميزاته الثقافية باحتوائه لمدن الواحات بما انفردت به من مورث ثقافي وحضاري تركزت عملية الترويج لشط الجريد استعدادا لإدراجه ضمن اللائحة النهائية للتراث العالمي من خلال تنظيم احتفالية أمس الأحد حضرها وزير الشؤون الثقافية وعدد كبير من الجامعيين والمهتمين بالتراث.
وتضمنت الاحتفالية فقرات تنشيطية بالفرق الصوفية والفلكلورية لجهة الجريد باعتبار أن الواحات والمدن في الجهة تمثل امتدادا لشط الجريد الذي وقع اقتراحه منذ سنة 2008 ضمن القائمة التمهيدية للتراث العالمي كموقع طبيعي فحسب لذلك ستعمل اللجنة العلمية المكلفة بإعداد الملف الخاص بشط الجريد على تضمين الموقع بصفته تراثا طبيعيا وثقافيا ليشمل امتداده الثقافي والجغرافي المدن العتيقة والواحات القديمة كمكون طبيعي وجغرافي.
ولاحظ وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين بالمناسبة أن شط الجريد هو مرحلة مهمة للتعريف بالجهة وبواحاتها مشيرا الى شروع الوزارة منذ فترة في تكوين حزام ترابي لمواقع أثرية وطبيعية تشمل الى جانب شط الجريد جزيرة جربة وقصور تطاوين وسبيطلة وحيدرة من ولاية القصرين.
وقال وزير الشؤون الثقافية إن الوزارة انفتحت خلال اعداد ملفات ادراج عدد من المواقع ضمن القائمة التمهيدية للتراث العالمي على جميع الخبرات ومراكز البحوث والجامعيين والمجتمع المدني في كامل جهات البلاد وذلك في إطار تشاركي معتبرا أن جميع هذه الأطراف معنية بتراث تونس وتاريخها وحضارتها حتى يكون التراث منطلقا لتنمية حقيقية مضيفا أن منطقة الجريد بإمكانها الاستفادة من عملية الادراج نظرا لكون هذه المنطقة تتمتع بتعدد مواردها من واحات وشطوط أي شطي الغرسة والجريد.
وبين أنه يمكن استغلال هذا الموقع الذي يضم أكثر من سبعة آلاف هكتار من الملح في مجال استخراج هذه المادة فضلا عن استغلاله الثقافي والسياحي حيث تم اعداد مقاربة للغرض مع وزارة السياحة والصناعات التقليدية الى جانب التباحث مع وزارة الفلاحة لتوظيف وتثمين الواحة .
وأشار كارم داسي منسق اللجنة العلمية لتضمين شط الجريد على لائحة التراث العالمي أنه لتعزيز حظوظ هذا الملف وقع الأخذ بعين الاعتبار ما يتمتع به موقع شط الجريد من بعد ثقافي فإلى جانب خصائصه الطبيعية كبحيرة تعود الى عشرات الآلاف من السنوات فهو يمثل كذلك بعدا حضاريا من خلال ما تركته هذه البحيرة من بقايا من بينها الحضارة العاترية التي وجدت بقاياها في موقع بمدينة نفطة مضيفا أن النصوص التاريخية بينت الأهمية التي لعبها شط الجريد كممر للقوافل في اتجاه افريقيا أو من افريقيا الى الشمال وساهم ذلك في تشكل خصوصية جهة الجريد البشرية والثقافية.
وفضلا عن البعد الثقافي ستكون لعملية ادراجه الشط على لائحة التراث العالمي أهمية في الترويج للسياحة في الجهة باعتبار أن السائح يرغب في زيارة مواقع مرسمة وهو ما سعت إليه الوزارة من خلال الحزام الذي انطلقت في تركيزه .
يشار الى أن شط الجريد يمسح نحو 5500 كلمتر مربع ويمتد جغرافيا على ولايتي توزر وقبلي وهو يمثل مقصدا سياحيا مهما في مسلك السياحة الواحية والصحراوية وتتوقف قوافل السياح المارة في الاتجاهين لالتقاط صور لهذه البحيرة العجيبة التي تتبدل ألوانها في كل فصل ويضم وحدة صناعية لاستخراج الملح إضافة الى 15 نية استثمار جديدة تحصلت على التراخيص هذه السنة وهي بصدد الاستعداد للدخول في طور التنفيذ.