أسدل الستار مساء امس الثلاثاء على فعاليات الدورة 43 من المهرجان الدولي للواحات بتوزر بعد سلسلة من الفقرات التنشيطية والامسيات والسهرات الموسيقية والفعاليات الثقافية الفكرية وكذلك الرياضية المتنوعة ما جعل المهرجان أداة للتنشيط وخلق حركية في مدينة توزر.
واختتمت هذه التظاهرة الثقافية العريقة التي تروج للسياحة الصحراوية بأمسية موسيقية قدمتها مجموعة الفنان وسيم قريشي وفرقة المالوف بتوزر وينتهي المهرجان بسهرة موسيقية شبابية لموسيقى الراب.
وكان المهرجان قدم في سهرة موسيقية أولى الفنان التونسي زياد غرسة وسهرة ثانية اجتمعت فيها ألوان موسيقية متنوعة بين الفن الشعبي التونسي والجزائري من خلال الثلاثي لطفي عباس والشاب المقدود وريان يوسف وتابع هذه السهرات جمهور محترم كما تابع حوالي خمسة آلاف متفرج افتتاح هذه الدورة في ساحة المهرجان التي تتوسط واحة توزر القديمة بعرض حمل عنوان « أرض الجدود ».
وقد اختلفت انطباعات جمهور المهرجان فمنهم من عبر عن رضاه بما قدمته هذه الدورة وخاصة فيما يتعلق بالفقرات الأدبية والفكرية لا سيما باستضافة الإعلامي العربي الفلسطيني عبد الباري عطوان وتكريم أدباء الجريد من خلال الاحتفاء بآخر الإصدارات لمجموعة من الكتاب والقصاصين والشعراء فضلا عن الندوة الفكرية « شط الجريد تاريخ وتراث ورهانات تنمية ». ومنهم من عبر عن عدم الاقتناع بما قدمه من فقرات.
ودعا عدد من متابعي المهرجان وخصوصا من أبناء الجهة الى التجديد في محتوى المهرجان وشكله بالتركيز على العروض الفرجوية الجماهيرية التي تستقطب عددا أكبر من الجمهور فضلا عن الاعتناء بتراث الجهة الثقافي وفي العادات والتقاليد وإبراز خصوصية الواحات من خلال فقرات تبرز قيمة الواحات والنخلة.
وكانت مدينة توزر شهدت انتعاشة سياحية وتجارية لا سيما تجارة التمور حيث انتصب عدد كبير من تجار التمور في محيط السوق المركزية كما نوه عدد من زوار الجهة من السياح التونسيين بحفاوة أهالي الجهة في استقبال ضيوفهم ملاحظين تراجع البنية التحتية للقطاع السياحي بغلق وحدات سياحية عديدة وفضاءات تنشيط وفضاءات ثقافية.
وقال في هذا السياق أنيس النجار صاحب محل للصناعات التقليدية إنه على الرغم من الحركية التي تشهدها مدينة توزر إلا أن غياب الدعم لفائدة التظاهرات السياحية والثقافية الكبرى على غرار المهرجان الدولي للواحات وكذلك التخلي عن دعم مطار توزر نفطة الدولي فيما يتعلق بالرحلات قد أثر على عدد السياح الوافدين وهو عدد على أهميته يبقى دون المأمول وفق قوله داعيا الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة السياحة بمزيد دعم المهرجان والنظر في وضعية المطار.
ولفتت من جهتها قمرة بن حمودة حرفية أصيلة ولاية المنستير وهي تعرض بضاعتها سنويا في محيط السوق المركزية، الى أهمية الدور الذي يلعبه مهرجان الواحات لإنعاش حركة التجارة مؤكدة أنها تسوق سنويا وتروج منتوجها وذلك رغم ما لاحظته من تراجع القدرة الشرائية للمواطن في السنوات الثلاث الأخيرة.