سجل أوّل عرض لمسرحة « ممنوع التصوير » من إنتاج شركة ميم جيم للإنتاج بالمنستير، عن نص وإخراج لبسام حمامة وأداء محمّد فوزي اللبّان ومعز بن شعبان وشكري سلامة وبسام حمامة، استحسان الجمهور وتفاعل معه في اول ايام مهرجان خليفة السطنبولي للمسرح في دورته 24 التي انطلقت مساء الجمعة بالمركب الثقافي بالمنستير وتتواصل إلى غاية 21 أفريل الجاري.
ويتضمن برنامج الدورة تقديم 19 عرضا مسرحيا من تونس والجزائر والمغرب ومصر.
واعتبرت أستاذة المسرح لطيفة العبيدي أيوب أنّ « ممنوع التصوير » كان « شيقا وممتازا »، وقد جمع أساتذة مسرح خاصة بسام حمامة في الإخراج مؤكدة أنّ أداء الممثلين أبهرها. وثمنت طرح قضية الفنّ ومعاناة الفنّان، حيث بحث النص في « ذات التونسي أمام العوالم الأخرى التي تتجاذبه في حين أنّه لابّد لنا من المحافظة على هويتنا وأصالتنا ».
وقال المسرحي والمخرج محمّد دغمان إنّ « العمل مسني من حيث الطرح » فهو يطرح موضوع مصور فوتوغرافي يستعمل الطريقة التقليدية في التصوير الفوتوغرافي مما جعل الواقع تجاوزه. وهي أيضا موجة التجديد التي يواجهها الفنانون بصفة عامة في تونس والعالم والتي لا تراعي الأصول الفنية وفق تقديره، مشيرا إلى أنّه يعيب على هذا العرض المسرحي أنّه تقليدي في التقديم فالصورة المقدمة فيه كانت إلى حدّ ما سطحية وطريقة الطرح والإخراج لا تشد الشاب في حين أنّ الموضوع جديّ وجيّد. واعتبر أنّ أداء محمّد فوزي اللبان ومعز بن شعبان وشكري سلامة كان مميزا
« في هذا العمل المسرحي هناك مجهود واضح » حسب المخرج خالد شنان، مضيفا ان « فكرة معاناة الفنان الوفي لفنه وصلت للمتلقي باعتبار أنّ الفن الحقيقي والعميق والقادر على بناء الأجيال بصدد الاندثار نتيجة تأثيرات التلفزة والانترنات وطغ الاهتمام بالفن التجاري والاستهلاكي » معتبرا أنّه لابّد من انقاذ ما يمكن إنقاذه نظرا لانتشار السطحية لدى التلاميذ وعدم قدرتهم على تذوق كلّ ما هو فني وعميق حسب قوله.
أما الاديب والمسرحي اللبان فقد اعتبر أن بسام حمامة يعد « مكسبا » كدراماتورجي، قائلا « هناك تطريز جيّد في نص هذا العمل المسرحي وإدارة ممتازة للممثل وأداء جيّدا لشكري سلامة الذي ذكرني بوالده المرحوم محمّد سلامة، كما أن معز بن شعبان طاقة ممتازة ».
وفي المقابل اعتبر أنّ الأغنية الأخيرة في المسرحية » ما يسعد فنّان الغلبة إلا من تحت اللحود » لا علاقة لها بموضوع المسرحية الذي فيه نوع من الحنين إذ يتحدث عن مهنة المصور الفوتوغرافي التي اندثرت على مستوى التحميض.
ونوه المخرج علاء الدّين أيوب بقيمة العرض ملاحظا أن « معز بن شعبان كان على درجة عالية من الأداء »، واشار الى اهمية تطرق العمل الى قضية جدّية تتمثل في كيفية معايشة الفنّان للتناقضات اليومية بين الواجبات اليومية والمستلزمات المعيشية وفنه وأحلامه. واعتبر ان « طريقة المعالجة كانت سلسلة ومرحة تجعل الجمهور يفكر وفي نفس الوقت هناك ابتسامة وضحكة ».
وأوضح المخرج بسام حمامة لوات أنّ فريق العمل اشتغل خلال ثلاثة أشهر على ارتجال المسرحيين ومنه كتب النصّ حول قصة مصور فوتوغرافي معتكف مع صوره ويرفض الخروج إلى العالم الخارجي في حين مساعده يريد الخروج وعيش تجربة مختلفة وهذا الصراع سيتفجر مع ظهور زبون يريد شراء صورة فوتوغرافية. والرسالة الكبيرة لهذه المسرحية هي طرح عدّة مشاكل في العالم عبر الصور الفوتوغرافية وكذلك مشاكل الفنّان عبر السجن الذي حبس نفسه فيه وحبس نفسه في صورة ثابتة رغم أنّ العالم متحرك
هناك ثلاثة وجهات نظر مختلفة في المسرحية حسب بسام حمامة الذي قال إنّه لا يدين او يفضلها، بل يعرضها للتفكير والنقاش، مشيرا إلى أنّه اختار المصور الفوتوغرافي باعتبار أنّه لم يسبق أن وقع الاشتغال على معاناته سابقا حسب قوله.