أكد رئيس المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها التابع للاتحاد الإفريقي جون كاسيا أن لقاح جدري القردة آمن تماما حيث تم استخدامه بالفعل في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، كما تم تطعيم سكان رواندا ولم يتسبب اللقاح في حالات وفاة بل على العكس من ذلك بدأت حالات الإصابة بالتراجع.
وقال كاسيا في تصريح صحفي « إن الكونغو الديمقراطية تلقت 200 ألف جرعة من الاتحاد الأوروبي, و50 ألف جرعة من الحكومة الأمريكية و15 ألفا من جافي (التحالف العالمي للقاحات والتحصين) »، مشددا على أهمية التطعيم في الحد من تفشي المرض.
وأوضح أنه تم توقيع وثيقة بين المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها والاتحاد الأوروبي لتوريد لقاحات جدري القردة وقد حددت الحكومة الكونغولية المناطق التي ستكون لها الأولوية في التطعيم مثل جنوب كيفو وسانكورو، مشيرا إلى أنه تم رصد عدد كبير من حالات الإصابة في عاصمة الكونغو الديمقراطية كينشاسا وبالتالي سيخضع السكان هناك أيضا للتطعيمات واعتبر أن الأشخاص المصابين وأولئك الذين هم على اتصال بهم ستكون لهم الأولوية.
وأضاف كاسيا « أنه يتعين لقطع سلسلة انتقال العدوى, تطعيم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بفيروس جدري القردة وخاصة الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة وكذلك النازحين »، مشيرا إلى أن جنوب كيفو وحدها بها أكثر من مليون نازح وقد ظهرت بالفعل حالات إصابة بينهم.
ولفت إلى أن اللقاح مثل أي دواء من الممكن أن يكون له آثار جانبية ويتم العمل على تقليلها في التصنيع ومراقبة الأشخاص الذين تلقوا اللقاح أيضا.
وتابع أن « المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ستبذل قصارى جهدها بالعمل مع الحكومات والشركاء لحماية صحة الأفارقة ».
جدير بالذكر أنه تم الليلة الماضية إطلاق حملة التطعيم ضد فيروس جدري القردة في جمهورية الكونغو الديمقراطية في جوما بشمال كيفو.
للإشارة فإن جدري القردة هو مرض ناتج عن فيروس حيواني المصدر واكتشف للمرة الأولى عام 1958 بين مجموعة من قرود « المكاك » التي كانت تجرى عليها بحوث وتتراوح فترة حضانة الفيروس عادة من 5 إلى 21 يوما أما أعراضه فتشبه أعراض الجدري خلال الأيام الخمسة الأولى لكنها عادة ما تكون أقل حدة ويسبب المرض في ارتفاع حرارة المصاب وآلام في العضلات، ثم يظهر طفح جلدي على الوجه واليدين والقدمين وبثور وقشور.