افتتحت مساء امس بالمنستير، الدورة الأولى لملتقى الهادي نعمان في الأدب العربي الحديث، تحت عنوان « الحلم في الكتابة الساردة »، التي ينظمها المركب الثقافي بالمنستيرعلى إمتداد يومين، بدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير، وبالشراكة مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة، بمشاركة 28 من طلبة المرحلة الثالثة وثلة من الجامعيينن، وفق ما أفاد به (وات) مدير المركب الثقافي بالمنستير فهد بنحمودة.
وأفاد بنحمودة، بأنه وقع اختيار « الحلم » من بين ثلاثة مواضيع كانت مقترحة، باعتباره موضوعا حينيا، فالمؤسسات الثقافية تعطي مجالا للإبداع ولبعث روح الفن بصفة عامة ، أما الكتابة فتعطي حلما ودفعا، حسب تعبيره.
وطرح المحاضرون، ومن بينهم الجامعي عمر حفيظ من المعهد الأعلي للانسانيات التطبيقية بتوزر، المراحل التاريخية لتطور مفهوم الحلم منذ الإغريق وصولا إلى يومنا هذا، وكيف يمكن تعريف الحلم بالمفهوم التقليدي الذي هو رؤية، والحلم في بعده المعنوي الواسع الذي ربّما يبعث إلى التساؤل حول القضايا الوجودية، عبر مداخلة الجامعية سلوى بن حميد من كلية الآداب بسوسة، من خلال الكتابة الحالمة في المسرح وبالتحديد في مسرح العبث، وهو المسرح الذي يحفز الإنسان على الوعي بالواقع عبر المواقف المضحكة.
ويعرف الجامعي منصور مهني الحلم، بانه « مكوّن من مكوّنات الحياة، فنحن نحلم دائما إمّا لأننا في واقع نريد تجاوزه، أو في نقص نريد إدراكه، أو في سؤال نريد أن نطرحه، وكلّ ذلك ينطبق على موضوع الحلم الشاسع، ولكنه قد يتمثل في الحلم في معناه التقليدي ».
وبيّن الجامعي ثامر الغزي من كلية الآداب بسوسة، أنّ الحلم آلية لا يستطيع الإنسان العيش من دونها، فكلّ المنجزات والتمثلات التي صاغها الإنسان كانت انطلاقا من أحلام وضعها ثم سعى إلى تحقيقها بشكل من الأشكال.
وتطرق الاستاذ بدر الدين بن هندة إلى أحلام الأسطورة، وتناول الجامعي عبد المجيد بن البحري مسألة إنشائية الحلم في الخطاب الروائي عبر قراءة في كتابين للمغربي ابرهيم أزوغ، في حين أثارت الجامعية أميرة غنيم مسألة « الحلم في الكتابة الساردة » وكيف أنّه يصبح مادة مختلفة عن سائر المواد المكونة لعالم السرد، مستعرضة وظائف الحلم وهي الجمالية والاستباقية التكهنية والايهام بواقعية الواقع التخيلي.
وفي ختام اليوم الأوّل لهذا الملتقى، ثمن الجامعي أحمد الحيزم مستوى المداخلات الراقية والمتنوعة، مبينا أن المداخلات بدأت بتحديد مفاهيم الحلم والبدائل المفهومية الممكنة، مروروا بمنزلة الحلم في الكتابات الأكاديمية والنصوص الروائية، وصولا الى خصائص الكتابة الحلمية والوظائف التي تنهض بها.