انطلقت مساء امس بالمنستير فعاليات الملتقى الدولي للعلاج بالفن الذي تنظمه تحت عنوان « العلاج بالفن: الإدمان التحديات والآفاق » جمعية طب ثقافة فن بالمنستير بالتعاون مع كلية الطب بالمنستير والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية ويتواصل إلى غاية 27 مارس الجاري. ويشارك في الملتقى مختصون وطلبة في اختصاصات الطب والمسرح والفنون التشكيلية والموسيقي من تونس والجزائر ولبنان ومصر والسعودية والامارات العربية والسودان وكندا وفق ما أفاد وات رئيس جمعية « طب ثقافة فن » بالمنستير عبد الباسط التواتي..
ويركز المحاضرون عبر قرابة 20 مداخلة وستة ورشات على الإدمان بمختلف أنواعه خاصة الإدمان الالكتروني وطرق العلاج والوقاية، حسب ما أفاد التواتي الذي أشار إلى أنّ تجربة العلاج بالفن في تونس تعدّ حديثة حيث بدأت مع المرحوم الدكتور سليم عمّار بمستشفى الرازي ثم مع البروفسور في طب النفس صديق الجدّي وهي تجارب ماتزال محتشمة.
واستعرض الدكتور صديق الجدي فلما وثائقيا حول تجربته في الإشراف على الحصص العلاجية الجماعية في مستشفى الرازي والتي يقع خلالها إعادة تنظيم التواصل داخل الفريق، مؤكدا على أهمية المجموعة في عملية العلاج لتحقيق توازن داخلي للشخص يوازي التوازن الخارجي.
وبيّن البروفسور والباحث بجامعة كيباك بكندا بيار بلانت أنّه يشرف على عدّة مشاريع في العلاج بالفن منذ 1997 فمن بين 30 عائلة وقع تشخيص صعوبات علائقية داخلها بين الأولياء وأبنائهم. وبين ان قرابة 90 بالمائة من الأطفال والأولياء يقبلون المشاركة في مجموعة في إطار تمش علاجي عبر الفنون مما يسمح لهم كمختصين بإعادة بناء علاقة آمنة بين الطفل والوالدين، وتحديد الأسباب التي أدت إلى صعوبات علائقية.
وفي تصريح لوات أوضحت الخبيرة والمعالجة بالفن التشكلي الدكتورة عائدة بسطاوي البغدادي عامر من السودان، وهي رئيسة أوّل جمعية بالسودان للعلاج بالفن، أنّ تجربة السودان في العلاج بالفن انطلقت منذ 2017 مع الجمعية ثم تبنت مؤسسات الدولة تطبيق هذه المنهجية في المستشفيات ومراكز التوحد والسجون والاصلاحيات ودور كبار السن ومراكز فاقدي السند، معربة عن أملها في أن يدرس العلاج بالفن في الجامعات السودانية.
وأشارت إلى تسجيل أثارا إيجابية للعلاج بالفنون التشكيلية في تعزيز الصحة النفسية لدى أطفال مصابين بالسرطان، وأطفال السجون وأطفال اللاجئين وفي المدارس، إذ له دور في تلقي العلم والتعديل الإيجابي للسلوك وفق تأكيدها.