انطلقت مساء اليوم الخميس بفضاء المكتبة المغاربية ببن عروس الدورة العاشرة لملتقى الطاهر الهمامي للإبداع الأدبي والفكري تحت عنوان « محمد الغزي مبدعا وباحثا ».
واشتمل برنامج اليوم الأول من الملتقى، الذي تنظمه جمعية أحباء المكتبة والكتاب والمكتبة المغاربية ببن عروس تحت إشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بولاية بن عروس وبالتعاون مع إدارة المطالعة العمومية، على جلسة علمية تناولت قراءة في كتابات الغزي المسرحية وكتاباته للأطفال .
وتناول الأستاذ صالح بن رمضان، في مداخلته التي وضعها تحت عنوان » قد يمسي الحلم حلما ان .. »، بعدا من أبعاد كتابات الغزي للأطفال من خلال سدى الحكايات والتي اعتبرها لوحات مواقف ومشاهد وومضات تتضمن هواجس المثقف الواعي بخطر نتائج الحضارة التكنولوجية أو ما سماها بحضارة الإنسان التقني .
وتطرق بن رمضان إلى العالم الحكائي في جميع نماذج أدب الأطفال باعتباره عالما خارج المدينة وهو ما استقى منه الغزي عوالم الكتابة للأطفال حيث تكون عوالم الطبيعة الفسيحة ويأخد السرد منحى جماليا يحمل الطفل على أن يكتسب القدرة إلى النفاذ على روح الحياة في الطبيعة وهو ما يتعارض مع حلم الإنساني التقني ليرسم الغزي ما أطلق عليه المتحدث « جغرافية الخيال البعيد » او الحق في الحلم بالحياة حيث يتماهى في قصصه القلم والمحراب والواحة والشجرة والورقة .
من جهته تناول الأستاذ محمد المديوني، من خلال قراءة دراماتوجية، مسرحية « السيف والوردة او سيرة ابن رشد » للغزي ليدرس من خلالها طبيعة الصلة بين الأدباء والمسرح وتاريخية هذه العلاقة في المشرق والمغرب ليخلص إلى ان نشأة المسرح ارتبطت بالشعر في الحضارات القديمة وعند ابرز المسرحيين الغربيين.
واعتبر المديوني ان تاريخية القطيعة بين العرب والمسرح تعود الى إشكالات تتعلق بتفاعل الثقافة العربية مع فن الشعر لأرسطو حيث تحدث الأخير عن الشعر الدرامي. كما ارجعها كذلك لكون العمل المسرحي في مفهومه الأساسي في الثقافة الغربية عملا جماعيا تتعدد فيه الفواعل لم تنضج مفاهيمه بعد في الثقافة العربية القديمة
وخلص المديوني الى ان الغزي ردم هذه الفجوة من خلال انشائية مسرحيته التي اعتمد في مادة معالجتها على التاريخ وانشائية الشاعر في الكتابة المسرحية .
وتتواصل اعمال الملتقى على مدى ثلاثة أيام وستهتم بمنجز الراحل شعرا وسردا ونقدا وستتناول إسهامات محمد الغزي مسرحيا وباحثا أكاديميا وكاتبا للأطفال وشاعرا.
كما تتخلل هذه المداخلات قراءات شعرية من مدونته، بالإضافة إلى تنظيم معرض وثائقي حول المحتفى به.