تشهد الدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي التي تنظمها الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية، من 10 إلى 16 جانفي 2018 بتونس العاصمة، تكريم ثلة من المسرحيين التونسيين فضلا عن حضور مكثف للأعمال المسرحية التونسية، إلى جانب تنظيم أكبر مؤتمر فكري في مسيرة المهرجان منذ تأسيسه بمشاركة أكثر من 50 باحثا.
وأوضحت لجنة التنظيم خلال ندوة صحفية التأمت يوم الثلاثاء بمدينة الشارقة (الإمارات العربية المتحدة) أن الدورة العاشرة قررت باقتراح من وزارة الثقافة التونسية تكريم مجموعة من رجال ونساء المسرح التونسي « نظير عطائهم المتواصل في الميدان المسرحي »، وهم دليلة مفتاحي وسعيدة الحامي وصباح بوزيتة وفاتحة المهداوي وفوزية ثابت والبحري الرحالي وأنور الشعافي وصلاح مصدق ومحمد نوير ونور الدين الورغي.
كما سيتم بالمناسبة إصدار خمسة كتب حول المسرح التونسي لمؤلفين تونسيين. ويقام خلال الفترة ذاتها معرض لمنشورات الهيئة العربية للمسرح يتضمن حوالي 200 مؤلف بين إبداعات ودراسات وتراجم ووثائق.
وتتميز الدورة بحضور قوي للمسرح التونسي، من خلال سبعة عروض، ثلاثة منها بالمسابقة الرسمية وأربعة خارجها، إلى جانب عرضين للهواة وثلاثة عروض للأطفال، من إنجاز المركز الوطني لفن العرائس الذي يحتفي بمرور 25 سنة على تأسيسه. وتفتتح الدورة بعرض مسرحية « خوف » للفاضل الجعايبي، (إنتاج المسرح الوطني)، وتختتم بعرض « ثلاثين و أنا حاير فيك » لتوفيق الجبالي، (إنتاج فضاء مسرح التياترو).
ويبلغ عدد العروض المسرحية المشاركة في هذه الدورة 27 عرضا، منها 11 تتنافس على الفوز بجائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي (حاكم الشارقة) لأفضل عرض مسرحي عربي لسنة 2017 (من المغرب، الجزائر، تونس، مصر، الأردن، سوريا، العراق، الإمارات والسعودية)، الى جانب 11 عرضا آخر من المغرب وتونس والأردن وسوريا ولبنان والكويت وعرضين لمهجري العراق بالسويد ومهجري سوريا وفلسطين بألمانيا. وستكون عروض المسابقة الرسمية متبوعة بحلقات نقاش نقدية.
وتسجل الدورة العاشرة أكبر مشاركة في تاريخ المهرجان بحضور 600 مسرحي عربي من مبدعين وباحثين ومؤطرين فضلا عن إعلاميين وضيوف يمثلون دول المغرب والجزائر وليبيا وموريتانيا ومصر والسودان والأردن وسوريا ولبنان وفلسطين والعراق والإمارات والكويت والبحرين والسعودية وسلطنة عمان واليمن وتونس البلد المضيف. كما يحضر فعاليات المهرجان عدد من المسرحيين العرب بالمهجر من عدة دول أجنبية. وسيلقي الفنان السوري فرحان بلبل كلمة اليوم العربي للمسرح، الذي تحييه الهيئة سنويا في العاشر من جانفي.
ويبحث المشاركون في المؤتمر الفكري، خلال ثماني جلسات، قضايا تتعلق بـ »المسرح بين السلطة والمعرفة »، كما سيتم تنظيم ندوة حول المسرح الموريتاني بعنوان « المسرح الموريتاني اليوم وغدا »، وأخرى حول نص « من قتل حمزة ؟ » الذي تم تأليفه بشكل مشترك بين كاتبين عربيين، « وقد ولد النص من رحم الدورة التاسعة التي عقدت في الجزائر جانفي الماضي » بحسب المنظمين للمهرجان.
وسيتم خلال أيام المهرجان تكريم الفائزين في مسابقة تأليف النص المسرحي، التي كانت نظمتها الهيئة العربية للمسرح وفاز بها ثلاثة مؤلفين من العراق ومصر وفلسطين (النص الموجه للكبار) وثلاثة كتاب من مصر، العراق والجزائر (النص الموجه للصغار). كما سيتم عقد المرحلة النهائية لمسابقة في البحث العلمي للشباب دون 35 سنة تتمحور حول « الخطاب المسرحي بين المخرج والمؤلف » وكان تأهل للنهائيات خمسة شبان من المغرب ومصر والسودان.
وتحتضن فضاءات المعهد العالي للفن المسرحي والمركز الوطني لفن العرائس أربع ورشات تكوينية، ويستضيف المسرح الوطني ورشة مخصصة للشباب العربي، فيما تقام بفضاء التياترو ورشة لفائدة ناشئة الشارقة. اما مدينة الثقافة التي ستفتتح رسميا في شهر مارس، فستفتح أبوابها بالمناسبة لاحتضان ورشة في تقنيات الإضاءة لفائدة تقنيي مراكز الفنون الركحية بتونس.
وبينت الهيئة العربية للمسرح في بيان صحفي إثر الندوة أن الدورة العاشرة، التي تعرف تعاونا مثمرا بين الهيئة العربية للمسرح ووزارة الشؤون الثقافية، وتتزامن مع اختتام العقد الأول من مسار المهرجان، من المنتظر أن تكون علامة فارقة وجسرا للانتقال نحو دورات جديدة بنفس جديد وبتصور جديد يرسخ الشعار الدائم « نحو مسرح عربي جديد ومتجدد ».