انطلق مساء أمس الجمعة بجزيرة جربة ملتقى إضاءات اللوتس ليضيء من جديد، مستقبلا عديد الشعراء من عدة جهات من تونس ومن الجزائر قدموا ليغنوا للماء جميعا على ضفاف جزيرة اللوتس في نسخة ثالثة حملت شعار « عندما يغني الماء ».
هي دورة مفعمة بدلالات ومعاني بليغة تحيل على الحاجة الى الغناء والى الماء رمز الحياة والخصوبة والضوء والكلمة الجميلة الطيبة التي تروي القلوب العطشى، واليد التي تمتد لترفعك من ثقب مظلم إلى عالم النور، وهي في الاخير رغبة من المنظمين بأن تكون دورة التفاؤل والخير والمحبة والصفاء وفق الشاعرة هندة محمد إحدى أعضاء فريق التنظيم ومؤسسي الملتقى.
انطلق ملتقى اضاءات اللوتس من حلم صغير راود مجموعة من الشعراء بالجزيرة وبدا يكبر ويشع متمسكا بالبقاء رغم أن عددا من مؤسسيه فارقوا الحياة، فحرص الشعراء والمتمسكون بهذا الحلم على جعل الملتقى موعدا سنويا قارا مع دفء الشعر وحميمية الكلمة وجمالها ولقاء متجددا مع الشعراء والشعراء الشبان في تلاقح للاجيال في دورات مقبلة وفق كمال بن تعزايت مدير دار الثقافة فريد غازي أحد المشاركين في تنظيم التظاهرة.
تواتر على المصدح عديد الشعراء فالقوا قصائد استمتع بها جمهور كبير اثبت ان للشعر ولجمال الكلمة عشاقها، وأن لاضاءات اللوتس اوفياءها فكانت الاجواء ممتعة مفعمة حياة وتفاؤلا اجتمعت فيها الحروف مع وصلات موسيقية رائعة.
اثبتت هذه التظاهرة الحاجة الى الشعر وحاجة الشعراء الى التواصل بينهم فمهما كتب الشاعر الاف القصائد فهو لا يحيى الا بين اصدقائه الشعراء وسامعيه من الجمهور الذي يحب الكلمة ويستمتع بها وذلك اقصى درجات السعادة عنده كما تقول الشاعرة القادمة من ولاية باجة فوزية العكرمي، التي تحدثت أيضا عن الحاجة الى مثل هذه اللقاءات التي تمثل فرصة للتلاقح بين الشعراء وتبادل التجارب وازالة كثير من الحجب وتاسيس علاقات تقوم على التواصل.
يمثل ملتقى اللوتس اثراء للمشهد الثقافي بجزيرة جربة وبولاية مدنين عموما، وهو من التظاهرات ذات الخصوصية على غرار ملتقى الشعرين بمدنين وملتقى ضور الاطرش للشعر الشعبي ببن قردان وتظاهرات اخرى مماثلة بسيدي مخلوف وبني خداش في تاكيد للاهتمام بالشعر ولان الجهة تزخر بشعراء كثيرين سواء في الشعر الشعبي او الفصيح وفق ما بينه المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بمدنين ابراهيم العرف.