حسّان الدوس المغني والراقص والعازف والممثل، تلك هي الصفات التي اكتشفها جمهور الدورة 54 لمهرجان قرطاج الدولي، الذي أقبل بأعداد غفيرة، الليلة الماضية على المسرح الروماني بقرطاج، لمتابعة العرض الفرجوي الضخم « كرنفال حسان الدوس ».
الجمهور أقبل بأعداد كبيرة خاصة مع اتخاذ المنظمين قرارا يجعل كل تذكرة تمكن من دخول شخصين بدل شخص واحد، وقد تابع على مدى نحو ساعتيْن، عرض حسان الدوس الذي تألف من مجموعة من الأغاني الخاصة بهذا الفنان الشاب الصاعد الذي اشتهر بأدائه الأوبرالي المتميّز، ولم يتوقف عند أسلوب موسيقي واحد، بل واظب على تطوير أدائه الغنائي وتنويعه، وهي أغان مستوحاة من التراث التونسي تم مزجها بإيقاعات موسيقى البوب التى تأثر بها الدوس لإعجابه الكبير بنجم موسيقى البوب الأمريكي الراحل « مايكل جاكسون ».
ووظف حسان الدوس طاقاته الأوبرالية بما هي فن يجمع بين الرقص والتمثيل والغناء، وقدّم عملا يجمع بين الكوريغرافيا والغناء والتمثيل، توفّرت فيه جميع مقوّمات العرض المتكامل كتقنيات الإضاءة والأكسيسوارات والملابس التي صممها صالح بركة.
وصاحب حسان الدوس في هذا العمل 6 عازفين على القيتار والباص والباتري والكلافيي والناي والطبل، بالإضافة إلى مجموعة من الراقصين عبّروا من خلال لوحاتهم الكوريغرافية عن مضمون الأغاني التي تدعو للحب والتعايش السلمي بين الأديان والحضارات والثقافات، وتنتصر للقيم الإنسانية الكونية كالحرية والعدالة.
وأضفى الدوس على العمل مؤثرات بصريّة وجمالية بدت متناسقة مع الموسيقى المقدّمة، فجعل من العرض حكاية تروي لمحطات من حياة الفنان حسّان الدوس على غرار أغنيته « عشقة » و »يا ولدي » وكذلك لوقائع مرّت بها تونس بعد الثورة على غرار العنف والإرهاب.
وأدّى رفقة جمهوره أغاني « قطوسة الرماد » و »السلام بالسلام » ورائعته « بيدو خال » التي ردّدها وعزف ألحانها بنفسه على البيانو، وتفاعل معها الحاضرون بإضاءة مصابيح هواتفهم الذكية، فتلألأت مدارج المسرح الروماني بقرطاج.
وفاجأ حسان الدوس جمهوره بصوتيْن ملائكييْن للطفلتيْن علياء ولينا اللتيْن شاركتاه الرقص وتأدية أغنية « دنيا حنينة ». وسجّل العرض أيضا مشاركة فرقة نحاسية عزفت أغنية « تونس شامخة ». كما أدّى الدوس نوبة « أم الزين الجمالية » بتوزيع موسيقي جديد. وقدم لجمهوره أغنية « يا ولدي » التي ألّف كلماتها رفقة والدته وأهداها لها ولكلّ الأمهات التونسيات.
وبلغ إيقاع العرض ذروته مع أغنية « bella ciao » التي أعاد أداءها في مناسبتين استجابة لرغبة الجمهور. ثمّ أنهى « الكرنفال » بأغنية « طاير » التي تغنّى فيها بتونس وبثقافتها وحضارتها الموغلة في التاريخ.
لقد اختار الفنان الشاب حسان الدوس أن يؤسّس نمطا موسيقيا يتفرّد به في تونس، لينطلق من خلاله نحو العالمية رغم أنه يجيد أداء الأغاني الأوبرالية، واختار هذا التينور أيضا أن يؤدي الأغاني باللغة العربية وفاءً للموروث التونسي. ويطمح أن يقدّم هذا العرض الذى استعد له مع مجموعته منذ شهر ديسمبر الماضى، في عدد من دول العالم منها الولايات المتحدة الأمريكية واليابان.
ويعتبر التينور التونسي حسان الدوس من أجمل الأصوات الغنائية الأوبرالية في تونس. وهو متحصل على الماجستير في الغناء العربي من المعهد العالي للموسيقى بتونس وعلى شهادة الأستاذية في الغناء بجامعة الموسيقى والفن المسرحي بمنشن الألمانية.
نال « جائزة شباب الأمل » في المناظرة العالمية للغناء الأوبرالي « فيفونا » بفرنسا. كما شارك في العديد من التربصات وماستر كلاس للسوبرانو الأمريكية « سنتيا جاكوب » والباس الإيطالي « روناتو برونسن ». ولعب دور « دون بازيلو » في الأوبرا الناتزا دي فيجارو وذلك ضمن الإنتاج الصيفي بموموريون بفرنسا، وكذلك دور الدوك « دو منتو » في الأوبرا الفردي رغولاتو.