البث الحي

الاخبار : ثقافة

amel_moussa_news

ديوان « …والحياة لم تضع بعد مساحيقها » لآمال موسى.. كتابة شعرية جديدة للموت باحتفالية الحياة والحب

صدر حديثا عن منشورات دار كلمة ديوان جديد للشاعرة آمال موسى اختارت له عنوان « الحياة لم تضع بعد مساحيقها ».
هذا الديوان الصادر في 114 صفحة، يعد تجربة فنية وجمالية مختلفة عن الدواوين السابقة للشاعرة من حيث الخيار الفني، إذ يعتمد على كتابة شعرية. فقد جاء كامل الديوان في شكل قصيدة واحدة مقسمة إلى عشر مقاطع عنوتها الشاعرة كالآتي :
حقنة بنسلين – نوفمبر الغياب أو أنشودة البياض في أواخر الخريف – ساعة الصبح الثامنة، دقائقها : أنياب – أنا وحدي الزحام – شراب القلق والخوف – بيت الطين وتكاثر المعنى وبيت الإسمنت وذاكرة السرد – أرض لا يزهر فيها العشق وقلب يعاود لأول مرة – كأنه…كأنني في علبة كبريت – لقد سر برؤيتي المعري – لاهيبة لك أيها الموت
ولئن تمحور الديوان حول تيمة الموت فإن أول كلمة وردت فيه هي الحياة وكذلك الشأن بالنسبة لآخر مقطع أين تقول الشاعرة : « سأكون… أنت، الحقيقة، الحياة. سأتصبّبُ …ماء وأذوبُ عشقا » وفي ذلك دليل على أن فضاء القصيدة هو فضاء يدفن فيه الموت لتزهر الحياة.
اختارت الشاعرة لديوانها « العنوان الجملة »، وهو من العناوين القليلة في التجارب الشعرية في تونس، لتبتعد آمال موسى بذلك عن العناوين الكلاسيكية التي تتكون من مضاف ومضاف إليه.
« الحياة لم تضع بعد مساحيقها » ديوان يرمز إلى انتظارات الشاعرة من الحياة، وفيه استحضار قوي لعلاقة الإنسان بالحياة المتسمة بنوع من الشد والجذب والتوتر الذي يشتد أكثر في المحن الكبرى كالموت.
وترى الشاعرة أن « كل إبداع فني هو مواجهة للموت لأن الفن يعد ضمانا للأبدية والخلود فالشاعر مثلا يرحل ولكن إنتاجه يبقى » على حد تعبيرها في تصريح لـ(وات).
الديوان أتى ليسرد شعريا الأيام الثلاثة التي عاشتها آمال موسى الشاعرة إثر فجيعتها بموت زوجها وحبيبها، لتبرز أن الفن هو سلاح كل مبدع في محاربة الموت والطريق الوحيدة لتحقيق الخلود عن طريق المعنى وبعيدا عن الجسد الفاني، وفق آمال موسى التي شددت على أن الفن جاء ليقهر الموت.
في هذا الديوان الجديد الذي سيتم توقيعه يوم السبت 25 مارس الجاري في إطار الدورة 33 لمعرض تونس الدولي للكتاب، قدمت الشاعرة كتابة عن الموت مختلفة عن السائد بعيدا عن اللغة الجنائزية. لقد كتبت الموت بالحياة والجمال، وبذكريات الحب واللحظات الحميمية. واستدعت الفلاسفة والشعراء المقربين إلى قلبها، حتى أن المعري أبصر في ديوان آمال موسى حين قالت « سر برؤيتي المعري ».
ديوان « الحياة لم تضع بعد مساحيقها » الذي جاء بعد سنة ونصف من تجربة الموت القاسية التي مرت بها الشاعرة يعد مواجهة شعرية للموت انتهت بانتصار الحياة حين تقول الشاعرة : « لا هيبة لك أيها الموت… شكرا لك أيّها الموت، رصاصتُك الأولى قتلتك وقتلت خوفي منك… مت يا موت ».
هذا الديوان الزاخر بالصور الشعرية الرومانسية، حضرت فيه الموسيقى والقهوة والشاي والبيت كفضاء حميمي. إن الإبداع في هذا الديوان قائم على الدهشة التي تقطع مع العقلنة التصورية.
الشاعرة التي خاضت معركة مع الموت أحست براحة داخلية بعد كتابة ديوانها الجديد فعادت إلى حياتها الطبيعة بعد عزلة بسنة ونصف وتصالحت مع المرآة ومع مساحيقها، على حد قولها.
جدير بالذكر أن آمال موسى أصدرت عدة دواوين بدءا بـ »أنثى الماء « دار سيراس للنشر والتوزيع، طبعة 1996 وهو ديوان كتب مقدمته الأديب الأستاذ محمود المسعدي و »خجل الياقوت »عن دار شرقيات للنشر والتوزيع بالقاهرة طبعة 1998 و »يؤنّثني مرّتين » عن دار سيراس للنشر والتوزيع، أفريل 2005 إلى جانب « مثلي تتلألأ النجوم » عن دار مسكيلياني للنشر جانفي 2010 و »جسد ممطر » عن دار الفرقد بدمشق 2010. وقد تحصلت سنة 2014 على جائزة « ليريتشيبيا  » الأوروبية للشعر.

بقية الأخبار

برامج وخدمات

tmp111

tmp222

meteo-

maritime

تابعونا على الفايسبوك

spotify-podcast-widget1

مدونة-سلوك

الميثاق

الميثاق-التحريري

podcast-widget-youtube1