واكبت أعداد هامة من سكان مدينة سوسة وزوارها مساء أمس الخميس الدورة 59 لكرنفال اوسو الذي انتظم بكورنيش بوجعفر بحضور عدد من أعضاء الحكومة.
وانطلق الكرنفال الذي وضع تحت شعار « تونس الفرحة تونس المحبة ، لا للكراهية » بمجموعة من العربات التي جسمت البعد الأسطوري لاستعراض أوسو وخلدت العادات والتقاليد الاحتفالية الشعبية التي تعود الى عصور قديمة، تلتها عدة عربات ترمز للعيش السعيد والفرح الدائم، وفق ما أكده لمراسل (وات) بسوسة المدير الفني لاستعراض اوسو رياض حسين.
وتضمن الكرنفال، وفق نفس المتحدث، جملة من اللوحات الإستعراضية التي أمنتها عديد الفرق النحاسية والتراثية والماجورات.
وشاركت، 16عربة كرنفالية و9 مجسمات ودمى عملاقة متنقلة في برنامج كرنفال اوسو الذي انطلق من اخر كورنيش بوجعفر وصولا الى رصيف الفنون المحاذي للميناء التجاري مرورا بشارع الحبيب بورقيبة.
وتم تسجيل مشاركات رمزية لفرق اجنبية من الجزائر وفرنسا وصربيا والهند وأوكرانيا.
وأضفت الفرق الموسيقية والمجموعات التنشيطية الراقصة أجواء احتفالية متميزة على هذا المهرجان الشعبي العريق الذي أضحى علامة مميزة في ذاكرة ولاية سوسة ورمزا لعراقة الوطن وأصالته.
واكتست هذه الدورة التي تميزت بتنوع فقراتها أبعادا ثقافية وسياحية وفرجوية، حيث شارك في استعراض أوسو عدد هام من الراقصين والراقصات الذين جسدوا من خلال اللوحات الاستعراضية دعوات الى السلام والمحبة و للعيش السعيد والفرح الدائم.
وبحسب المؤرخين فان كرنفال « أوسو » كان يقام منذ العهد الفينيقي على شرف إلاه البحر « اغسطس ». ورغم تعاقب الحضارات على مدينة سوسة الساحلية فقد بقي كرنفال « أوسو » البصمة التي تميز المدينة.
وتحكي الذاكرة الشعبية في سوسة إن « أوسو » هو كنية إلاه بحر سوسة الذي يدعى « أغسطس » والذي يتواجد في هذه الفترة من كل عام لرعاية المصطافين الذين يؤمون بحر سوسة من أهاليها وضيوفها.
ويعتبر كرنفال اوسو من أقدم الكرنفالات بالمنطقة المتوسطية ويحتفل به أهالي سوسة وضيوفها كل صيف من كل عام ولكنه شهد غيابا دام 4 سنوات تواصلت من 2011 الى غاية 2015 وذلك لاسباب سياسية وامنية وتنظيمية ومادية.