أفتتح اليوم الخميس بمركز الموسيقى العربية والمتوسطية (النجمة الزهراء) بسيدي بوسعيد، مؤتمر دوليّ حول « المقامية من منظور الحداثة »، ستتواصل أشغاله إلى يوم 9 ديسمبر الحالي.
ويشارك في هذا المؤتمر الدولي، الذي ينظمه مخبر البحوث في الثقافة والتكنولوجيات الحديثة والتنمية، بالشراكة مع مركز الموسيقى العربية والمتوسطية والمعهد العالي بتونس، أكاديميون وباحثون في المجال الموسيقي من عديد الدول، على غرار الجزائر والمغرب ولبنان والإمارات العربية المتحدة وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا وكندا.
وأبرز مدير المعهد العالي للموسيقى سمير بشّة، وهو أيضا عضو في اللجنة العلمية للمؤتمر، أن إختيار الحديث عن المقامية من منظور حداثي في علاقة بالكونية والعولمة، يعود لعدة أسباب من بينها التغيّر البطيء للمقام قديما، في مقابل سرعة تغيّره اليوم نتيجة التطور التكنولوجي، مضيفا أن المقام له علاقة بالتقاليد ويخضع لمنظومة التكرار، فضلا عن ظهور تقنيات جديدة لتسجبل الموسيقى.
واعتبر سمير بشة أن المقامية من المنظور الحداثي لا تهدّد الذوق الموسيقي إذا كان المؤلف الموسيقي على وعي بهذه المسألة، مبرزا دور العولمة والكونية في إثراء المجال الموسيقي.
وسيتمّ على مدى أشغال المؤتمر، التطرّق إلى المقام والمقامية من منظور موسقى التقاليد الشفوية في علاقة بقيم الحداثة. وسيبحث المشاركون أيضا عديد المواضيع ذات علاقة بالتعليم والجمالية والتفاعلات الموسيقية والسماع الموسيقي والتحليل.
وسيقدّم المشاركون في مداخلاتهم العلمية مقاربات ومفاهيم الهوية الموسيقية والتقاليد الشفوية، بالإضافة إلى تقديم مقاربات تاريخية ومقارنتها بالمسارات الإبداعية والتغيرات المحدثة في الموسيقى، فضلا عن الحديث عن الطفرة التقنية بين التطورات الإبداعية في الموسيقى وعمليات التركيب الموسيقي. وسيناقش المشاركون أيضا مسألة الجمالية الموسيقية في علاقة بالهوية الثقافية وعمليات التحديث.