انطلقت عشية أمس الثلاثاء بقرية بشنني من معتمدية الفوار الدورة الثانية للمهرجان الدولي للمسرح في الصحراء، التي تتواصل إلى غاية 26 مارس الجاري بمشاركة عدد من المسرحيين من تونس ومن خمس دول وهي إيطاليا والعراق والاردن والمغرب وموريتانيا.
وأوضح مدير هذا المهرجان حافظ خليفة لـ »وات »، أن هذه التظاهرة هي عبارة عن قافلة مسرحية متنقلة تهدف إلى فك العزلة الثقافية على المناطق الداخلية وخاصة منها ولايات الجنوب التونسي مع استغلال الثراء الطبيعي لهذه المناطق عبر تحويل الكثبان الرملية إلى مدارج واستغلال الواحات في اللعبة المسرحية.
وأضاف حافظ خليفة أن المهرجان لا يقدم الموروث الثقافي فقط، بل يسعى لتقديم مسرح تجريبي جديد وكوريغرافيا مميزة في الهواء الطلق، مشيرا إلى أنه سيتم خلال هذه الدورة تنظيم مخيم شبابي تلقائي لرواد المهرجان، مع عرض سلسلة من الأعمال المسرحية التي تعتمد على الشراكات مع مراكز الفنون الدرامية والركحية بالجنوب، أبرزها عرض ا »لكتروبدوي » لمحمد أمين الخالدي وعرض « سامور أهل غريب » الذي سيجمع بين العديد من مبدعي هذه الربوع.
كما عبر المصدر ذاته عن أمله في أن يمثل هذا المهرجان رؤية جديدة لإبداعات الجنوب التونسي تخرجه من الصورة النمطية التي تنبني على الجمل والفارس وتنشر روحا جديدة للمسرح بين ثنايا الكثبان الرملية التي تحولت إلى ركح طبيعي للإبداع.
ومن جهته أكد الممثل المسرحي صالح الجدي، أن المهرجان الدولي للمسرح في الصحراء واعتماده على الفضاء الطبيعي كركح للعروض، يمثل رجوعا للمسرح في أصله وفي شرعيته التاريخية باعتبار أن المسرح انطلق عند اليونانيين في فضاءات طبيعية مماثلة، وهو ما دفع القائمين على هذه التظاهرة لمسرحة الفضاء الصحراوي لتصبح ركحا للابداع وإعطاء هذه الربوع بعدا فنيا وثقافيا متجددا.
كما دعا صالح الجدي السلط الجهوية والمركزية والفنانين إلى استغلال المبادرات التي أسس لها هذا المهرجان لدعم الاستثمار في المجال الثقافي والسياحي ولمزيد اكتشاف هذه الربوع الجميلة من البلاد معبرا عن إعجابه بالحضور الغفير لأهالي الجهة لمتابعة العروض المقدمة في هذه الفضاءات المفتوحة التي مكنت من إحداث ركح جديد للمسرح تخطى الشح في الفضاءات المغلقة الذي تعانيها الجهات الداخلية.
وفي السياق ذاته، بين صالح الجدي أنه يتم العمل حاليا على مشروع جديد يعرف بمسرح السوق، وذلك عبر دخول الاسواق بمختلف الجهات بعروض مسرحية تمكن رواد هذه الفضاءات من الحصول على الغذاء الروحي الثقافي الذي يجعل من الانسان في حاجة ماسة لهذه الطاقة ولا يستطيع الاستغناء عنها وبالتالي يمكن حينها الحديث عن ديمومة الفن وخلوده.
يشار إلى أن برنامج هذه الدورة من المهرجان الدولي للمسرح في الصحراء يتضمن سلسلة من العروض الموجهة لمختلف الشرائح العمرية منها عرض حكايات « الحاج كلوف » لنزار الكشو وعرض مريض لوليد الخضراوي علاوة على عرض شمس الضحى لسعيد الخالفي من المغرب وراعي الصحراء لعايدة الجبالي وعلي اليحياوي وعرض « دون كيشوت » للوكا بروني من إيطاليا فضلا عن العرض العراقي موت في أربع فصول.
كما يتضمن المهرجان سلسلة من الورشات الحية في الفن المسرحي لولايات قبلي وتطاوين وقابس ومدنين وندوة دولية حول دور المسرح في فك العزلة الثقافية.