سيكون المنتخب التونسي امام اختبار صعب بل من اصعب الامتحانات في تاريخ مشاركاته في المونديال في العاصمة القطرية الدوحة عندما يلاقي يوم غد بملعب المدينة التعليمية المنتخب الفرنسي في اطار الجولة الثالثة والاخيرة من منافسات المجموعة الرابعة ضمن الدور الاول لمونديال كرة القدم 2022 وذلك بسبب قيمة المنافس واهمية الرهان ودقته.
وينهي المنتخب التونسي اليوم تحضيراته للمباراة بعد ان كان أجرى امس ، حصة تدريبية ثانية ضمن سلسلة تحضيراته قبل مباراة الأربعاء مع المنتخب الفرنسي.
وبعد ان عرف المنتخب الوطني لكرة القدم أوقاتا عصيبة الى حد الان رغم « سحابة ارتياح » نسبي لم تدم طويلا بفضل التعادل مع الدنمارك صفر لصفر مكتفيا بنقطة وحيدة قبل ان ينهزم الفريق بشكل مخيب امام استراليا بهدف لصفر واصبح المنتخب التونسي رابعا يطارد املا ضئيلا في كسب احدى بطاقتي الترشح عن مجموعته حيث ان ذلك امسى رهين الفوز على منتخب فرنسا وانتظار نتيجة المباراة الثانية لحساب نفس المجموعة بين استراليا و الدنمارك.
وبعد تاهل صعب في الدور الحاسم للتصفيات الافريقية للمونديال مع منتخب مالي تجددت حالة الضيق التي اقترنت باداء المنتخب التونسي من اجل فرض لونه في المونديال امام منافسين ذوي تجربة دولية كبيرة.وهو يأمل في تحقيق نتيجة مشرفة عندما يخوض مبارته الاخيرة مع فرنسا امام الاف الجماهير التونسية التي شجعته بلا هوادة في المقابلتين الاولى و الثانية ضمن نهائيات مونديال 2022 .
ورغم أن المنتخب التونسي يحتل المركز الاخير بنقطة واحدة مع نظيره الدنماركي فان حظوظه تبقى قائمة نظريا رغم انها ضئيلة جدا في التأهل إلى الدور الثاني، بعدما خرج مبكرا من مونديال روسيا قبل أربع سنوات. وسيكون ذلك رهين الفوز على ابطال العالم في النسخة الماضية مقابل هزيمة استراليا امام الدنمارك
واذا كان المنتخب التونسي قد دخل نهائيات كأس العالم 2022 للمرة الثانية على التوالي والسادسة في تاريخع بعدما غاب عن نسختي مونديال 2010 في جنوب افريقيا و2014 في البرازيل ، وهو يبحث عن تحقيق نتائج افضل من تلك التي تحصل عليها في مونديال روسيا 2018، وفي الدورات التي سبقت في الارجنتين 1978 وفرنسا 1998 واليابان 2002 والمانيا 2016 وبالتالي بلوغ الدور الثاني فان سقف الطموحات يبدو انه قد نزل حيث اصبح المنتخب يسعى الى تحقيق فوز » شرفي « على الاقل رغم صعوبة الموقف وتحقيق اول اهدافه في المونديال بعد ان عجز هجومه عن تسجيل اي هدف الى حد الجولة الثانية في مونديال قطر 2022
ورغم صعوبة المهمة امام منتخب فرنسا ( حامل لقب النسخة الماضية) فان المنتخب التونسي الذي يبدو انه دخل وضعية » لاشيء يخسره ويمكن ان يكسب كل شيء » سيكافح من اجل تكذيب التكهنات التي تتوقع له هزيمه جديدة ستجعله يخرج من الباب الصغير للمونديال كمنتخب لم يسجل اي هدف .
ومن جهته سيكون المدرب جلال القادري، الذي تولى تدريب المنتخب التونسي خلفا لمنذر الكبير اما رهان دقيق بل حاسم في مسيرته مع المنتخب بان يثبت جدارته بتدريب الفريق وسط حملة تشكيك استهدفته خاصة بعد الهزيمة امام منتخب ستراليا الذي كان على الورق المنتخب الاضعف في المجموعة الرابعة بل ان خروج المنتخب التونسي من الدور الاول قد تعصف بموقعه على راس المنتخب الذي سيستعد في الاسابيع المقبلة لخوض تصفيات كاس امم افريقيا بالكوت ديفوار المقررة في جانفي 2024
ولكسب رهان تقديم اداء مرضي سيكون الفريق في حاجة لنفس جديد خاصة على مستوى الخط الامامي الذي بدا بلا مخالب بل ان عناصره لم تظهر الحرفية والنجاعة اللازمتين وصامت عن التهديف وهو ما يرشح بعض اللاعبين ذوي الطابع الهجومي لتعزيز تشكيلة الفريق . كما ان التغيير قد يشمل احد الظهيرين في سعي لاعلاء ورقة الاندفاع نحو الهجوم .
وللحفاظ على توازن الفريق تبدو بعض العناصر مؤهلة للحضور مرة اخرى ضمن تركيبة المنتخب على غرار الحارس ايمن دحمان ومنتصر الطالبي وعلي العابدي وياسين مرياح والياس السخيري ونعيم السليتي وعيسى العيدوني ..
اما المنتخب الفرنسي الذي ظفر بست نقاط من انتصارين على حساب استراليا 4-1 والدنمارك 2-1 فانه يدخل المباراة من اجل تاكيد تميز ادائه باحثا عن تقديم اداء مشرف وسيعمد مدربه ديدييه ديشان الى اجراء بعض التغييرات من اجل تمكين بعض اللاعبين من الراحة وتشريك البقية حفاظا على جاهزية عامة لفريق يسعى الى بلوغ شوط متقدم في المونديال والحفاظ على لقبه .
ويستند الفريق الفرنسي الى رصيد بشري ثري من نجوم البطولات الاوروبية ورغم انه دخل المونديال في غياب اكثر من اربعة لاعبين بسبب الاصابة ومنهم نجما منتخب ال »ديكة » كريم بنزيمة وبول بوغبا فان اداءه لم يتاثر. ويبدو ان مدرب منتخب فرنسا ديدييه ديشان قد حسم موقفه باجراء بعض التحويرات على التشكيلة من اجل تمكين بعض اللاعبين من فرصة الظهور في المونديال خاصة وانه يدرك انه ليس هناك فرصة افضل من مباراة الغد مع منتخب تونس لامتحان بعض العناصر الاحتياطية بعد ان ضمن منتخب فرنسا التاهل ولن يمكن له ايضا تجربة مزيد اللاعبين في ادوار التصفيات المباشرة بخروج المهزوم لاحقا . ولا يستبعد ديشان اراحة بعض نجوم الفريق بداية من الحارس لوريس من منطلق ان مصلحة المجموعة تحسب قبل الافراد في اشارة الى ان كيليان مبابي ايضا اذا « كان يريد رفع رصيده من الاهداف » فانه مدعو لان يتنازل عن « انانيته » وحساباته الخاصة لمصلحة بقية زملائه .
ولئن تبدو فرص منتخب نسور قرطاج صعبة غدا في الحصول على احدى بطاقتي المجموعة الرابعة صعبة فهي ليست مستحيلة وليس اقل من ان يقدم الفريق اداء مشرفا لكرة القدم التونسية.
يذكر ان المباراة تنطلق على الساعة الرابعة بعد الزوال في نفس الوقت الذي تبدا فيه مباراة منتخبي الدنمارك واستراليا.
وسيُديرالحكم النيوزلندي « مات كونجير » المباراة بين منتخبي تونس وفرنسا ويساعده كل مارك رول وتيفيتا ماكاسيني والرواندية سليمة موكاسانجا كحكمة رابعة.