تتواصل بجزيرة جربة اشغال المؤتمر الطبي 43 لامراض القلب والشرايين الذي ينتظم لمدة 3 ايام بالتعاون بين الجمعية التونسية لامراض القلب والشرايين وودادية اطباء وجراحي القلب والشرايين بصفاقس مع تشريك لعدة جمعيات مماثلة منها المغربية والجزائرية والموريطانية والليبية والجمعيات الافريقية المنضوية تحت جمعية باسكال والجمعيات الاوروبية والامريكية وجمعيات من الخليج العربي .
ويهدف هذا المؤتمر الذي عمل على تشريك اكبر عدد من اطباء القلب والشرايين من العالم بعدد تجاوز 1000 مشارك الى تبادل التجارب والخبرات في مجال تشخيص وعلاج امراض القلب والشرايين واعطاء صورة على تقدم الطب في تونس وعلى التجربة التونسية التي تتميز بكفاءة خبراتها ومواكبة كل المستجدات الى جانب البعد السياحي للتظاهرة باطلاع المشاركين على جمال الجزيرة وثراء مقوماتها السياحية وخاصة بعد ان تم تسجيلها على قائمة التراث العالمي لليونسكو وفق الاخصائي في امراض القلب ورئيس الجمعية التونسية لامراض وجراحة القلب والاوعية الدموية سالم عبد السلام.
وحسب الدكتورة ليلي عبيد الطريقي رئيسة قسم امراض القلب والشرايين بصفاقس ورئيس الودادية فان هذا المؤتمر مثل فرصة لطرح اخر مستجدات علاج قصور عضلات القلب المتسبب بنسبة كبرى في الوفايات واصبح يشبه بسرطان القلب لكثرة الوفايات الناجمة عنه حسب قولها لذلك تم ايلاؤه الاهتمام الكبير للوصول الى علاج له ومنها ادوية جديدة دخلت اخيرا الى تونس واثبتت نجاعتها في تقليص وفايات هذا المرض وتحسن جودة حياة المريض.
واضافت أن اهمية المؤتمر تكمن في تقديم جديد التدخل العلاجي بالقسطرة ومتابعة الجديد في المجال ومنها علاج انواع من اعتلال الصمامات بالقسطرة الذي كان يعالج سابقا فقط بجراحة على القلب المفتوح وتطورات اخرى منها ما دخل الى تونس واخرى يسعى الاطباء جاهدين الى ادخالها لذلك انتظمت لقاءات ونقاشات بين المهنيين من الاطباء والمسؤولين من سلطة الاشراف ومن الصناديق الاجتماعية لمتابعة معا اخر التطورات الطبية.
وانتظمت حصة تثقيفية صحية حول تعامل المريض مع مرضه والنصائح الواجب اعتمادها شملت عددا من مرضى القلب من جزيرة جربة الذين يباشرهم اطباء قلب من الجزيرة في مبادرة لاول مرة.
وذكرت الدكتورة عبيد ان قصور القلب يمس 3 بالمائة من التونسيين وهي نسبة في ارتفاع بسبب تزايد عوامل الخطورة كالتدخين والسمنة وارتفاع ضغط الدم والتوتر ما جعله يصيب مختلف الاعمار ومنها الصغرى مشيرة الى ان تونسيا على اثنين يتوفى بعد 5 سنوات من الاصابة بقصور القلب لذلك تتواصل الجهود لمواكبة كل المستجدات على مستوى الادوية والعلاج وهو ما يتطلب عملا كبيرا على التغطية والحيطة الاجتماعية بالنظر الى ارتفاع كلفة كل ما هو جديد .
وحسب الدكتورة فإنه يوجد 850 طبيب قلب في تونسى إلى جانب 200 طبيب قلب مستقبلي بصدد التكوين.
ومن جهته قال الدكتور عبد السلام ان مرض القلب في تونس هو السبب الاول في الوفايات وان كهلا على 3 في تونس يعاني ضغط الدم وأن الثلثين المتبقيين ضغطهم مرتفع دون علم بذلك.
وأكد أنه على كل كهل فوق 40 سنة ان يقيس الضغط مرة على الاقل في 3 سنوات واضاف ان عدد المرضى بالقلب يعدون بالملايين في تونس بالنظر الى ان ارتفاع الضغط يمس 30 بالمائة من الكهول اي ان مليوني تونسي على الأقل مصابون بارتفاع الضغط الذي يؤثر طبعا على القلب وهو مرض تابع لامراض القلب والشرايين الا انه ليس بالضرورة يكون سببا في الإصابة بها حسب قوله.
وقدم الدكتور سامي الميلوشي رئيس قسم القلب بالمستشفى الجامعي بمدنين مداخلة حول ادوية جديدة في امراض القلب وخاصة لقصور القلب تاكدت فعاليته لامراض القلب وخاصة ممن يعانون مرض السكري ايضا ليقدم بشرى اعتماد هذا الدواء ليجعل المريض التونسي يتلقى احدث الادوية الناجعة والفعالة، مشيرا الى وجود عدة مستجدات نظرية وعلاجية في هذا المؤتمر ودعم لطرق التشغيل والوقاية وعدة ممارسات تطبيقية في اخر ما صدر في العلم وفي المارسة التطبيقية.
واكد جدوى هذا المؤتمر في تقوية مهارات الطبيب وتطوير معارفه النظرية والتطبيقية علاجيا وتشخيصيا وتبادل الخبرات والتجارب وهو ما يعود بالنفع على المريض، معتبرا ان مجال الطب التونسي ولاسيما في اختصاص القلب والشرايين مواكب للتطورات وللعصر ولكل المستجدات الطبية التي تطبق بالتنسيق بين الاطباء ووزارة الاشراف والجمعيات.
وجاء افتتاح هذا المؤتمر الطبي بمثابة حفل لتكريم وتوزيع شهائد علمية على 22 طبيب قلب هم اساتذة واساتذة مساعدين في اول طريقهم نجحوا بامتياز في مناضرة عالمية من بين اكثر من الف مشارك الى جانب تتويج المشاركين في عمل تقصي قامت به الجمعية التونسية لامراض القلب والشرايين حول حظوظ علاج المراة التونسية مقارنة بالرجل وتاثير ذلك على الصحة شمل اكثر من 15 الف مريض تونسي في عينة من الشمال الى الجنوب وذلك بمشاركة عدة مستشفيات واولها المستشفى الجامعي بمدنين في شخصه الدكتور سامي الميلوشي ومساعده لمشاركة هذا المستشفى باكثر من 3 الاف مريض ضمن العمل الاستقصائي ليتحصل على جائزة اولى ثم قسم القلب ببمستشفى الهادي شاكر بصفاقس ممثلا في رئيسته ليلى عبيد وفي المرتبة الثالثة المستشفى العسكري ممثلا في رئيسة القسم وفاء الفهري وذلك تشجيعا لهم وتثمينا لما بذلوه من جهد وفق الدكتور سالم عبد السلام.
كما تم في حفل الافتتاح اسناد جائزة للمشاركين في الهاكاتون تشجيعا لشباب يقومون بابحاث علمية في قطاع الصحة ويبعثون شركات ناشئة ولهم بحوث في مجال امراض القلب والشرايين حيث تحصل على الجائزة الاولى امين غراب لعمل مهم حول كيفية القراءة الاوتوماتيكية لعمليات قسطرة شرايين القلب باستعمال الذكاء الاصطناعي دون تدخل انساني في عمل علمي متميز للكفاءات التونسية التي تستحق التشجيع فقط.
وتم ايضا تتويج بحوث في عادة دابت عليها الجمعية مع مخابر سيف تحت عنوان جائزة علي بوسنينة حيث اسندت الجمعية 3 جوائز الاولى كانت من نصيب مستشفى صفاقس والثانية لقسم القلب بمستشفى الرابطة بتونس والجائزة الثالثة لقسم القلب بمستشفى سهلول بسوسة.
وفي تصريحات للمشاركين في اشغال هذا المؤتمر من الاطباء الشبان اكدوا على اهمية الكفاءات التونسية وتميز التجربة التونسية في مجال الطب الا انه من الضروري حفاظا على الكفاءات تشجيعها واعطاءؤها الفرص وتبسيط الامور الادارية المعقدة التي تجعل تونس تخسر كفاءات عليا استوجب تكوينها كلفة باهظة على المجموعة الوطنية.