أعلن مدير المركز الثقافي الدولي بالحمامات (دار المتوسط للثقافة والفنون) معز المرابط، عن برنامج المركز لربيع 2017، وهو برنامج يجمع أنشطة في عديد الاختصاصات الفنية كالموسيقى والفن التشكيلي والسينما، إلى جانب إعداد مشروع بعنوان « ذاكرة المركز الثقافي الدولي بالحمامات ».
وبالتوازي مع هذه الأنشطة الثقافية، تعتزم إدارة المركز أيضا خلال الفترة المقبلة القيام بأشغال تهيئة لبعض الفضاءات الثقافية.
وذكر معز المرابط في ندوة صحفية عُقدت يوم الثلاثاء بفضاء المركز بالحمامات، أن برنامج ربيع 2017، تم إعداده بالشراكة مع عدد من مكونات المجتمع المدني الناشطة في الحقل الثقافي والبيئي، وذلك في سياق تفعيل سياسة ثقافية تشاركية وانفتاح المركز على محيطه الخارجي.
أولى التظاهرات المزمع تنظيمها، الملتقى المتوسطي للفن المعاصر في دورته الثانية، وسينطلق غدا الأربعاء 5 أفريل ليتواصل إلى غاية 28 من الشهر الحالي. ويضم هذا الملتقى ورشات في النحت والرسم والحفر بمشاركة أكثر من ثلاثين فنانا من 14 بلدا هي تونس والمغرب والعراق والأردن واليابان والمكسيك وإسبانيا والصين والسويد وهولندا وفرنسا وأذربيدجان وكندا وبلغاريا. وستختتم هذه الورشات بمعرض « ضخم »، حسب توصيف المرابط، لتقديم أعمال مختلف الورشات الفنية التشكيلية.
كما ينتظم من 15 إلى 22 أفريل مهرجان موسيقي بعنوان « دار سيباستيان تغني الأوبيرا ». وقد ساهمت في اختيار العروض وبرمجتها أستاذة الموسيقى وعازفة البيانو التركية « فوزين غوراي رقيّق »، وقد أرادها المنظمون تظاهرة دولية تشارك فيها أعمال تونسية للاحتفاء بهذا النمط الموسيقي واستقطاب جمهور جديد يهوى الأوبيرا.
وتقترح هذه التظاهرة الموسيقية 8 عروض موسيقية سيؤمنها فنانون من تونس وفرنسا وإيطاليا والبرازيل واليابان وروسيا. وسيحظى الأطفال طيلة هذا المهرجان بورشة تكوينية تؤطرها أستاذة الموسيقى نور الهدى قوبعة وجمعية « أصدقاء شهرزاد ».
وفي السياق ذاته، انطلق يوم 2 أفريل مهرجان سينمائي يُعنى بأفلام المرأة أُطلِق عليه اسم « نساء مخرجات »، ويتواصل إلى يوم 23 أفريل. وتقدّم هذه التظاهرة السينمائية الملتئمة بالتعاون مع مكتب الجامعة التونسية لنوادي السينما بالحمامات، أفلام « الخروج للنهار » لهالة لطفي (9 أفريل) و »شلاط تونس » لكوثر بن هنية (16 أفريل) إلى جانب الفيلم الإيراني « ناهد » لعائدة باناهانده (23 أفريل).
ومن الأنشطة الأخرى التي أعلن عنها معز مرابط، اللقاءات المفتوحة للفنانين بإشراف أكاديمية المتوسط للثقافة والفنون التي انطلقت في 2016 وتتناول مجموعة من القضايا التي تهم الشأن الثقافي الوطني. وسيلتئم هذا اللقاء يوم 16 أفريل حول « المهرجانات والحوكمة » وذلك استعدادا للدورة 53 من مهرجان الحمامات الدولي، بهدف تكريس ثقافة الحوكمة الرشيدة في المهرجانات الصيفية.
وأعدت هذه المؤسسة الأكاديمية برنامجًا تكوينيا لفائدة مجموعة من المثقفين من جميع جهات البلاد، تندرج ضمن تظاهرة مدن الفنون، ستتواصل إلى موفى الموسم الثقافي 2017 – 2018. ويقترح برنامج أكاديمية المتوسط للثقافة والفنون مجموعة من الورشات التكوينية والإقامات الفنية حول دعم المشاريع الفنية والثقافية للفاعلين الثقافيين في أنحاء البلاد..
وفي معرض حديثه عن أشغال تهيئة معلم « دار سيباستيان »، قال معز المرابط إن المركز الثقافي الدولي بالحمامات يعمل حاليا على تهيئة مدخل الجمهور لمسرح الهواء الطلق وتجهيزه بآلات مراقبة، مشيرا إلى أنه يجري حاليا إعادة تهيئة مسرح الهواء الطلق، وسيتم افتتاح الجناح الرسمي الخاص بإقامة الفنانين الوافدين على المسرح خلال الاسبوع القادم.
وسيتم بالتعاون مع جمعية التربية البيئية بالحمامات إنجاز مشروع « حدائق الفنون بالحمامات » بعد تأسيس المتحف البيئي للقوارص. ويهدف هذا المشروع، وفق رئيس جمعية التربية البيئية شهاب بن فرج، إلى جرد مكونات الفضاء وتحديد المسالك القديمة لدار سيباستيان وتهيئتها فضلا عن تثمين الحديقة. وسيعمل القائمون على هذا المشروع على تهيئة الممرات وإطلاق أسماء على المسالك التي ذكر من بينها مسلك للقوارص ومسلك الفنون ومسلك المياه.
وسيشرف الإعلامي حاتم بوريال على إنجاز مشروع يحمل عنوان « ذاكرة المركز الثقافي الدولي بالحمامات »، إذ سينبش حاتم بوريال في ذاكرة « دار سيباستيان » انطلاقا من البحث في عائلة « هاستون » التي أقامت بمدينة الحمامات في العشرينات، وذاكرة المركز الثقافي عند اقتنائه من قبل وزارة الشؤون الثقافية، وصولا إلى البحث في ذاكرة إحداث المسرح. كما سيتم خلال هذه العملية البحثية الحديث عن « السانية » وتنوع المنتوج الفلاحي بها.
وسيصدر على إثر اكتمال عملية البحث، كُتيْب يُقدّم لزوار المركز وإعداد فيلم وثائقي حول هذا الفضاء بالشراكة مع الجامعة التونسية لنوادي السينما، وفق ما ذكره معز المرابط.