قدّمت جمعية تالة لمسرح الحقيقة عرضا مسرحيا بعنوان « لوكالة » بقاعة الريو بالعاصمة، مساء الثلاثاء، وحضره جمع غفير من أصيلي مدينة تالة، القاطنين بالعاصمة وأحوازها.
أخرج « لوكالة » أكرم الرقيق الذي أدى أيضا بعض الأدوار على الخشبة رفقة كل من عادل الرمضاني وحسان حاجي ومحمد زعاوري ومي خوني والأطفال نور منصري ومريم سعيداوي وكنزة مرايحي.
في المسرحية سجين سياسي ومجنون ومثقف وامرأة مطرودة من عملها تعسفيا، وقد لجأ كل منهم إلى « لوكالة » لتأويه بعد تعرضهم للظلم والاستبداد، وفق ما استعرضته أحداث المسرحية.
اتخذ المخرج من « لوكالة » بما هي تسمية قديمة لمبنى يأوي إليه الناس للمبيت ليلا، ليرمز إلى الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والفكري في تونس وفي العالم العربي. وقد استند في معالجة مختلف هذه القضايا على أسلوب « الكوميديا السوداء » بما هي ضحك وسخرية في ظاهرها، وفي باطنها جدّ وإحساس بالألم نجح الممثلون في إيصاله للمتفرج أثناء لعبهم على الركح.
تتواتر المأساة في « لوكالة » لتبرز أن العيب لا يكمن في الأخطاء التي يقترفها الإنسان بل العيب في مكوث الإنسان حيث أخطأ، وبالتالي يدعو المخرج في عمله إلى التغيير والتعلّم من أخطاء الماضي، وضمان العدالة الاجتماعية وتحقيق مطالب الشباب ومطالب الثورة بعيدا عن المزايدات السياسية والصراعات الإيديولوجية « الخاوية ».
وهذا العمل، أنتجته جمعية تالة لمسرح الحقيقة كشكل من أشكال الاحتجاج التي يخوضها أهالي تالة منذ سنوات من أجل المطالبة بتقسيم إداري جديد لولاية القصرين يتم خلالها إعلان تالة ولاية كأحد الحلول للنهوض بالمنطقة وأحوازها اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، بحسب ما أوضح المخرج أكرم الرقيق في تصريح لـ »وات ».