أكد الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، الاثنين، على أهمية الإصلاحات الاقتصادية وخلق مواطن الشغل والارتقاء بالجودة وبمستوى المرافق الضرورية لعيش التونسيين.
وشدد الاتحاد، في بيان اصدره، بمناسبة عيد الشغل العالمي، الموافق لغرة ماي من كل سنة، على وجوب تحسين التوازنات المالية الكبرى للدولة بما يجعلها قادرة على تأمين دورها الاجتماعي والتعديلي وضمان توفير شبكات الحماية الضرورية للفئات الهشة، فضلا عن دعم النسيج الصناعي.
واعتبر في ذات السياق، « أن الإصلاح الاقتصادي ليس نموذجا يتم استيراده من الخارج دون تفكير ولا قالب أيديولوجي جاهز، بل يكمن في القدرة على اصلاح ما وقع تقديره والكف عن إهدار مقدّرات الدولة وحسن توظيف الموارد المتاحة ».
وطالبت منظمة الاعراف، بضرورة قيام الإصلاح على مقاربات علمية وإدماجية تتأقلم مع الواقع وتتفاعل مع محيطها الدولي والكف عن إهدار الوقت والإمكانيات وتجنب تكبد المزيد من الخسائر والتفريط في مقدرات التنمية والإنتاج والدخل الوطني.
كما حثت على مراجعة سياسة الاعتماد على التّداين المفرط من أجل الاستهلاك عوضا عن الاستثمار والإفراط في توريد ما نقدر على زراعته وصنعه والكف عن فتح المجال واسعا أمام التهريب والاقتصاد الموازي والإغراق الاقتصادي والاجتماعي على حساب آلة الإنتاج الوطنية وعلى حساب المئات من المؤسسات المنتجة والآلاف من اليد العاملة والكفاءات التونسية.
وأكّد الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، أنّه لن يتسنى تدارك هذه الأوضاع وتحسين حال البلاد والشعب، إذا ما بقينا تحت ضغوطات المصالح الضيّقة والحسابات الخاطئة والاتفاقيات التجارية غير المتكافئة.
واقر ان المراهنة على الموارد البشرية التونسية تبقى أفضل سبيل لتحقيق تنمية شاملة وعادلة ومستدامة وتمثل أحسن مقوّم لبناء مجتمع متحضر ومتماسك قوامه العمل والأخلاق والقيم وأهّم سلاح لكسب المعارك الاقتصادية وتدعيم تنافسية واستدامة المؤسسة التونسية.
ودعا الاتحاد الى توفير كل ظروف دعم المبادرة الاقتصادية وتسهيل بعث المشاريع المنتجة، آملا بلوغ حدّ باعث اقتصادي بكل أسرة، بما يخفف من وطأة البطالة والدفع بالحركة الاقتصادية وخلق ديناميكية مجتمعية جديدة.
كما شدد على أهمية تعزيز السلم الاجتماعية وتدعيم العلاقات المهنية في اتجاه النهوض بالمؤسّسة والتشغيل وعلى وجوب تطوير مناهج التعليم والتكوين المهني وإدماج البحث العلمي في محيطه الإنتاجي وتعزيز إمكانيات المؤسسات التربوية وتدعيم الشراكة بين القطاعين العام والخاص والنسيج الجمعياتي للارتقاء بالمنظومة التعليمية لفائدة الأجيال القادمة والقدرة على الجمع بين المعرفة العلمية والمهارة التكنولوجية والسلوك الحضاري والموهبة الثقافية.
واعتبر الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية أن عيد الشغل يعد مناسبة هامة للوقوف على رهانات المرحلة الحالية وخاصّة تحديات المالية العمومية والغذاء والماء والصحة والطاقة.
ولفت الى اهمية مواصلة المحافظة على مستوى اليقظة الأمنية والسيبرانية في عالم تتصاعد فيه التوتّرات وتتزايد فيه المخاطر وتحتدم فيه النزاعات وتؤثر تداعياتها على الجميع وتضع منظومة العمل في موقع الضرر وفي موقع الحل الأمثل وسبيل الخروج من الأزمات.
كما اعتبر الاتحاد ان عيد الشغل يعد مناسبة هامة للوقوف على الأسباب التي جعلت تونس تهدر العديد من الفرص ومن أهمها الاستغلال الأمثل لثرواتها الطبيعية من فسفاط وموارد منجميّة ونفط وغاز وهي القادرة اليوم على قلب المعادلة وتوفير المداخيل الضرورية للدولة.
وشدد في هذا الصدد، على ان تونس قادرة على الاستثمار في الطاقات المتجددة والدائمة القادرة على تأمين الميزان الطاقي وضمان الانتقال البيئي وتدعيم القدرات التصديرية لتونس وتطوير منظومات الإنتاج الفلاحية والتحويلية في مجالات الألبان والحبوب واللحوم التي بدأت في التراجع وتحولت في بعض الأحيان من حالة الاكتفاء وتصدير فائض الإنتاج نحو العجز عن توفير الحد الأدنى.