استمتع جمهور صفاقس مساء الجمعة بمختارات من الفن الراقي الأصيل والطرب الجميل، وذلك في سهرة فنية متميزة أمنها الفنان التونسي، مهدي العياشي، صحبة فرقة معهد الكروان للموسيقى، وذلك ضمن فعاليات الدورة السادسة والعشرين لمهرجان المدينة.
وقد استهل العرض الذي حمل عنوان « عطور تونسية » وأمنته فرقة موسيقية متكونة من 42 عنصرا بين عازفين وكورال بقيادة المايسترو بشير الهنتاتي، بأجمل أنغام المقام الفني السماعي « رست الذيل »، لامست وجدان الجمهور الحاضر الذي غصت به مدارج قاعة عرض المركب الثقافي محمد الجموسي، فكانت خير مصافحة فنية يفتتح بها العرض.
واختار الفنان التونسي مهدي العياشي، المتحصل مؤخرا على جائزة الصوت الذهبي في الدورة 21 لمهرجان الأغنية التونسية، ان يصافح جمهور صفاقس الذي وصفه عند إطلالته عليه ب »الذواق والسماع »، بوصلة موسيقية من مشروعه الفني »طريق » الذي قام بعرضه منذ يومين في مسرح الأوبرا بتونس، كما أمتع الجمهور الحاضر بأجمل ما جادت به ينابع التراث الفني التونسي عموما من منوبة إلى بنزرت والكاف
حيث قدم « ناقوس تكلم » و »هز عيونك راهم شبوا فيا » و »جيبولي خالي ما نموتش » و »للآ المنوبية » و »نغارة ». كما أطرب الحاضرين بأغنية » مازال نجمك في سمايا ساطع » وهي من أحدث أغانيه التي يقدمها لأول مرة بعد مهرجان الأغنية التونسية.
التراث الفني الصفاقسي، كان أيضا حاضرا في هذه السهرة الفنية حيث قدم مهدي العياشي رفقة الفنان خالد بالحاج ابن جهة صفاقس، بوصلة من النوبات والحضرة الصفاقسية من قبيل « ياصيد عقارب » وبابا بحري » و »سيدي منصور « ، فاهتز له الجمهور الحاضر رقصا من على مدارج قاعة المركب الثقافي محمد الجموسي.
سهرة مهدي العياشي، هذا النجم التونسي الواعد في سماء الفن، كانت سهرة نوعية واستثنائية بكل المقاييس سواء من حيث الحضور الركحي للفنان أومن حيث المختارات الفنية التي قدمها والتي كانت متناغمة مع شهر رمضان المعظم وما يتميز به من روحانيات، استعاد معها الجمهور الحاضر عبق الفن الأصيل والطرب الجميل، الذي كان متعطشا له، حتى أن التذاكر التي أعدتها هيئة المهرجان، قد نفدت منذ الساعة الحادية عشر صباحا من يوم العرض، وفق ما أفاد به وليد بن يحي مدير المركب الثقافي محمد الجموسي في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء.