تقدر نسبة الاطفال التونسيين الناشطين اقتصاديا من الشريحة العمرية المتراوحة بين 5 إلى 17 سنة، ب 5ر9 بالمائة، بحسب ما كشفت عنه نتائج المسح الوطني حول عمل الأطفال في تونس.
ويقدر عدد الأطفال الناشطين اقتصاديا بحوالي 215700، أي 5ر9 بالمائة من نسبة الفئة التي استهدفها هذا المسح الذي أنجز بالتعاون بين وزارة الشؤون الاجتماعية والمعهد الوطني للاحصاء ومكتب العمل الدولي.
وغطى المسح، وهو الاول من نوعه في تونس، عينة تتمثل في 12700 أسرة ، أي 9400 طفلا تتراوح أعمارهم بين 5 و17 سنة، ومكن من الحصول على عدد من التقسيمات على مستوى الجنس، وبخصوص مكان الاقامة ( في منطقة بلدية أو في منطقة غير بلدية)، وعلى مستوى السن، مع تمثيل للمناطق الكبرى (تونس الكبرى، الشمال الغربي، الشمال الشرقي، الوسط الغربي، الوسط الشرقي، الجنوب الشرقي، الجنوب الغربي)،بحسب البيانات التي قدمها المدير العام للمعهد الوطني للاحصاء، الهادي السعيدي.
وقال السعيدي إن تجميع المعطيات تم في شهري ماي وجوان 2017، بالاعتماد على فريق يتكون من 120 محققا، و10 مؤطرين تحولوا إلى 637 منطقة من بين 39 ألف تجمع سكاني تم إحصاؤها في التعداد العام للسكن والسكنى الذي تم انجازه سنة 2014، مشيرا إلى تداخل العوامل الاجتماعية والجغرافية في التوزيع القطاعي للأنشطة المنجزة من قبل الأطفال .
وقال السعيدي إن الاطفال الناشطين اقتصاديا منخرطون أساسا في الأنشطة الفلاحية والتجارية وأن أغلبهم يساهمون في إعانة عائلاتهم ولا يتقاضون أجرا عن عملهم.
وأبرز وزير الشؤون الاجتماعية، محمد الطرابلسي، أن نتائج المسح أظهرت أن عمل الاطفال ظاهرة منتشرة في بلادنا، إلا أن الارقام ليست مفزعة، على حد قوله، مقارنة مع المعدل العالمي المقدر ب8ر13 بالمائة خلال سنة 2016.
وأوضح أن أنشطة الأطفال الاقتصادية تختلف حسب الجهات ومكان الاقامة، ملاحظا بأن منطقتي الشمال الغربي والوسط الغربي معنية أكثر من غيرها من الجهات بهذه الظاهرة .
وأكد الطرابلسي أن كل المؤشرات مهمة في اعداد الاستراتيجية الوطنية ضد عمل الأطفال، مشيرا الى أن مشروع » كلنا ضد عمل الأطفال في تونس » الذي يتواصل انجازه من 2017 الى غاية 2020 يندرج في اطار الجهود الرامية الى محاربة فقر وعمالة الأطفال.
وأبرز مدير مكتب العمل الدولي بتونس، فريدريك كابلانو، من جهته،أن مثل هذه الدراسات تكتسي أهمية بالغة في تحديد الاعمال والجهود الواجب القيام بها في مجال مقاومة ظاهرة تشغيل الأطفال.
